قال احد الاصدقاء ان الرئيس الفرنسي ساركوزي قد قذفوه بالبيض والرئيس الكندي تررودو قد اهانه مزارع عادي ، مبررا” بذلك لشباب مقاومة كرري فعلتهم الاخيرة تجاه الفريق اول كباشي شمس الدين وفي الحقيقة كل شعوب العالم تمارس حقها في التعبير تجاه القادة السياسيين بكل الطرق من اساءات الى قذف و ضرب وقد وصل البعض لرمي احد السياسيين في اوربا داخل برميل للزبالة وهذا كله طبيعي جدا” تجاه الساسة ، والسياسيين انفسهم يعلمون بان هذه هي ضريبة العمل في السياسة ويتقبلون ذلك بصدر رحب لان اي اهانة تجاههم تعتبر إهانة للسياسي نفسه او لحزبه لذا لا يلجأون للقانون لمعاقبة الفاعلين إلا ما ندر .
لكن بالمقابل لم نرى في كل العالم ان هناك شخصا” قد اعترض طريق احد القادة العسكريين في بلاده وسب والدته واساء له باساءات عنصرية ، لان الاساءة لقادة الجيوش تعتبر اساءة للمؤسسة العسكرية كلها وليست اساءة لشخص القائد وما فعله شباب مقاومة كرري لا يعتبر فعلا” ثوريا” بل هي مجموعة من الجرائم التي يعاقب عليها القانون الجنائي السوداني ، فقد وقعوا جميعهم تحت طائلة المادة ٦٩ق ج الاخلال بالسلامة العامة حين اغلقوا الشارع وكذلك المادة ٧٧ ق ج الازعاج العام حين تجمهروا امام منزل مواطن وكذلك المادة ١٦٠ ق ج السب والقذف حين شتموا الفريق الكباشي وكذلك بعض الجرائم المعلوماتية التي تتعلق بالتشهير واساءة السمعة والتصوير دون اذن حين وصفوا الزيارة الاجتماعية بالاجتماع السري للكيزان ، ، اجمالي العقوبات لكل هذه المخالفات الجنائية قد تصل لاكثر من خمس سنوات مع الغرامة والجلد و اذا لم تتقدم اسرة الصحفي جمال عنقرة بفتح بلاغ جنائي بالواقعة فهو شأن خاص بالاسرة وحدها لكن ان تصمت المؤسسة العسكرية تجاه هذه الواقعة بحجة انهم مجموعة من شباب المقاومة والثوار فهو أمر مريب بلا شك و سيفتح الباب واسعا” لتكرار الفعل لاحقا” مع جميع قيادات الاحزاب السياسية والوزراء والوكلاء و حينها لن تتدخل المؤسسات الامنية و العسكرية بذات الحجة ، و اذا كان الكباشي قد تعرض للسب و القذف فقط و خرج منها سليما” معافى فلن يخرج قادة الاحزاب والوزراء الا بسياط العنج والطوب .
ما حدث في نظري هي مؤامرة مرسومة بدقة لاهداف كثيرة ليس من بينها مصالح الوطن والمواطنيين بل اكبر اهدافها هو ضرب وحدة الجيش السوداني ، و ل من يرى بان الكباشي يمثل حجر عثرة امام الفترة الانتقالية او يمثل القائد الكيزاني في المكون العسكري نقول له بان الكباشي لم يكن هو الذي اجتمع بقيادات الادارات الاهلية لخلق توازنات و لم يجتمع يوما” بناشط سياسي ولم يجتمع بسفراء او رؤساء من دول العالم و الاقليم ولم يجمع حوله مستشارين من النشطاء السياسيين و لم يسعى يوما” لرئاسة لجان تنفيذية ولا يمتلك شركات كبرى لها تأثير على اقتصاد البلاد .
الكباشي نتفق او نختلف حول بعض تصرفاته لكنه يظل قائد عسكري شجاع ونابغة ومؤهل ، فأن تم إختياره ليكون كبش فداء و تم إغتياله او إحالته للصالح العام فان جنوده لن يهددون استقرار وامن بلادنا و لن تتمرد قبيلته على الدولة لكن سيكون لحمه مرا” ومسموما” فلحم الجيش ليس كلحم الضان .
نزار العقيلي