الجيش والحريات..!

خروج:

الاحترام لا ينتزع انتزاعاً تجاه أيّة قوة داخل الدولة (جيش ــ شرطة ــ أمن) لا بالسلاح ولا حتى بالقانون.. الاحترام يتحقق بشروط موضوعية تسهم فيها هذه الجهات فعلاً وقولاً تجاه الناس.. ورغم الثورة التي أنجزها شعب السودان وتطلعاته للحرية والكرامة؛ ما زالت بعض دوائر السلطة تتوهم بأن استعباد الشعب ممكن عبر التضييق على حرية الإعلام؛ والتي نعلم جيداً أنها لا تعني الفوضى؛ بقدر ما تعني المراقبة وفضح مكامن العلل.

النص:

* ضجت مواقع التواصل بإعلان يقول إن القوات المسلحة السودانية عينت فريقاً تتمثل مهامه في (رصد كافة الإساءات التي تمس القوات المسلحة بكل مكوناتها؛ ومن ثم اللجوء بها إلى المحاكم).. هذه خلاصة الخبر بدون تفاصيل.. أما خلاصة الخلاصة فإن مزيداً من الإساءات انصبت عبر الفضاء الواسع واعتبر كثيرون هذا الإعلان ردة واتجاه نحو ثكنة القمع التي تجسدت في النظام السابق (الكيزان) والردة غير مقبولة بعد أن تعشم الشعب تأسيس دولة الوعي والحريات ودفع ثمنها بالدم في ثورة عظيمة أطاحت بالعسكر المستبدين و(دقونهم).

بلا شك لا أحد يقبل الإساءة لجهة ما (هكذا عنوة).. فلكل إساءة سبب حينما يتعلق الأمر بطبيعة المآسي والجرائم التي ما انقطعت قبل وبعد ثورة ديسمبر 2018م.. لكننا لن نندهش حيال اشتهاء الطغاة المستمر إلى القمع؛ إخراساً لألسن الحق وإحياء لدولة الباطل.. لقد تعودنا عبر التجارب السابقة إبان نظام الإرهابيين الإسلامويين؛ أن الانتقاد جريمة والتحدث عن الفساد والفشل كذلك.. بل حتى الكتابة عن الموبقات الظاهرة للنظام وقادة مليشياته تعتبر جريمة (السفاح عمر البشير ابن الجيش نموذجاً)! هو ليس النموذج الأوحد؛ فأشباهه من السابقين واللاحقين بلا عدد..! إن أمثالهم ليسو مدعاة للنقد والشتم فقط؛ بل مدعاة لحمل السلاح؛ وقد حدث.

* القائمون على أمر الجيش يرتكبون خطيئة إذا كانوا يتطلعون إلى صمت الشعب تجاه أشخاص معينين داخلكيانهم يستحقون التقويم والانتقاد كسائر أبناء آدم.. وبعضهم يليق به السجن أو قطع الرقبة (بالقانون)؛ ذلكانعطافاً نحو فظائع شهدها العالم؛ لم يكن آخرها قتل شباب الثورة السلميين بوحشية أمام بوابات قيادة الجيش العامة بالخرطوم..! هل يمكن أن يغادر المشهد الهمجي الانتقامي ذاكرة الأجيال على مدى المستقبل البعيد؟! وما الذي يجبر الأجيال على (احترام القتلة) والمتواطئين معهم؟! بدلاً عن التطهير داخل كيانهم ومحاسبة من أجرموا والانتباه للحدود المهملة والمحتلة؛ ها هم يخصصون وقتاً لمطاردة النشطاء في الداخل والخارج (بالقانون) وباسم السُمعة! ولا عاقل يقبل إشانة سمعة أحد إلا إذا كان هذا (الأحد) شين السمعة في الأصل؛ ولا طاقة للناس بتقبُّله.. وليس العاقل من يشمل الكل بالقبح في أي كيان عسكري نظامي.. فالجيش وغيره من القطاعات (بشر) لا ملائكة.. ولو كان القانون سيداً جباراً في بلادنا لأطاح برؤوس كثيرة تحكرت ببالغ الصلف في كراسي الاستبداد والإجرام (النوعي)؛ ما بين مليشاوي فوضوي وجنرال لم يشبع من الدم وآخر يكنز الذهب؛ كنز من لا يخشى الشعب الغلبان ولا شأن له سوى أن يكون في الدنيا مُمَجداً بما نهب..!

أعوذ بالله

الراكوبة

Exit mobile version