@ بحكم الواقع الذي نعايشه في السودان أن أي مسئول يتولى مهام اقتصادية او تجارية او استثمارية في قطاعات الاقتصاد المختلفة في المالية ، الاقتصاد ، التجارة ، الصناعة ، الزراعة أو الاستثمار ، لا تربطه ادنى علاقة بالسوق و البزينس من تجربة و خبرة الممارسة العملية او الاحتكاك المعرفي لن يكتب الله له النجاح في مهمته كوزير او مسئول اول لانه سيصطدم بشفوت السوق و حبرتجيته المتخصصين فى (تدقيس) امثال هؤلاء المسئولين و يحتفظون لهم بالكثير من الفخاخ و المقالب حتى يتمكنوا منهم . الدليل على ذلك فإن افشل هؤلاء المسئولين هم من قبيلة الاكاديميين و التكنوقراط المثاليين . وانجح هؤلاء ، من قبيلة السياسيين (المدردحين ) من اصحاب العلاقات الاجتماعية العريضة التي مكنتهم من سبر غور الحقائق بكل سهولة و يسر ، يملكون كم هائل من الذين لا يبخلون عليهم بالمشورة و النصح ، يقرأون الواقع بشكل اسرع و اصوب منه لو انه تصرف بمفرده .
@ مناسبة هذه المقدمة ما اصبح يتردد الآن فى جميع الاوساط بأن حكومة حمدوك يغلب عليها التكنوقراط المثاليين و الخبرات الاجنبية التى لم تصقلهم تجارب الداخل الامر الذي انعكس في بطء الاداء و تأخر القرارات والاتصاف بالادب الجم تجاه الجميع و منهم من حسبوا ذلك ضعفا . كل ذلك وغيره مما يعتبر سوالب تحسب على وزراء و مسئولى حكومة حمدوك التي أيضا لم تحسن اختيار مستشارين بعوضوا ما يعتبر ضعف لهؤلاء الوزراء و المسئولين . حكومة حمدوك باجماع الكثيرين تحتاج لشفوت و (صعاليك) بالمعنى المهذب الذين عركتهم الحياة و عرفوا دروبها و مقالبها و لهم علاقات واسعة وسعة افق يدركون ما يخفى عن الجميع ،(المغطى و ملان شطة) مؤهلون علميا و عمليا ( شفاتة سوق) لا يمكن تدقيسهم و خداعهم يحسبون لكل حادثة حديثها و يعرفون مقالب و اساليب خداع السماسرة و طرق تهربهم و ما يفكرون فيه وكما يقول المثل (البغشك اشطر منك) نريد مسئولين شطار بكل معاني الكلمة يسدون كل ثغرات و مقالب من يدعون شطارة و شفتنة يحققون بها مكاسب غير مشروعة.
@ في كل مجال من مجالات السوق الآن كم هائل من الاساليب الخادعة المجربة في التحايل على السلطات في كل مرافق الدولة خاصة تلك التي تتعامل مع الجمهور . اصبح السوق (قدح النبي ) يستوعب كل من طرقه و هل سأل المختصون انفسهم ما هي طبيعة العمل المتوفر الذى يستوعب كل هذا الكم الهائل من الذين دخلوا السوق بدون رأس مال او ادنى فكرة لتصبح اعدادهم فى السوق اكبر من العمل المتاح و المتوفر وهذه واحدة من مسببات ارتفاع الاسعار نتيجة لضخامة واتساع مظلة الطلب الداخلى لمقابلى رغبات هؤلاء و جميعهم وسطاء او تجار اجمالي و شبه اجمالي و تجار مفرق و قبل ان تصل السلعة للمستهلك تمر بهذا الطابور الطويل و كل يفرض عمولته فكلما كثرت اعداد هؤلاء المتعاملين في السوق قبل المستهلك كلما ارتفعت اسعار السلع . هذا القطاع الذي دخل السوق على حساب العمال الزراعيين و عمال طق الصمغ و المتسربين من القطاعات الانتاجية الاخرى ، لا سبيل لهم لرفد الاسواق بغير الاساليب الماكرة والممنوعة لجهة انه هذا هو راسمالهم الحقيقي .
هل يدرك وزير الصناعة و التجارة عباس مدني ما يحدث من اساليب ماكرة و خادعة في نطاق وزارتيه اللتان تعنيان بحالة السوق و حراكه رغم أن الوزير عاجز تماما عن ادراك ما يحدث في السوق ؟لا اعتقد ان الوزير مدني يدرك خفايا ما يحدث في السوق ولهذا جلس محتارا محتاسا وضع الخمسة فوق الاثنين و قطاع الصناعة و التجار من حوله يشهد تدليس و ممارسات لا يقرها القانون . اختفى السكر و لم تهبط اسعاره وصار تتحكم فيه مافيا تجار العملة اتخذوه بديلا للدولار لجهة انه قابل للتخزين ولا يحمل اي شبهة تدمير الاقتصاد الوطني علاوة على ان الطلب عليه اعلى من الدولار لانه سلعة غذائية مستهلكة. تجارة الالبان هي الاخرى تشهد تدليس و غش من كبار مستوردي لبن البدرة الذين يقومون باعادة تعبئته باسعار خرافية علما بانهم يستوردون كميات ضخمة في عبوات كبيرة باسعار زهيدة و لا توجد رقابة عليهم و تشهد الالبان تصاعد اسعار غير منطقى ما يحدث في اللبن يحدث في تجارة الزيوت التي تستخدم زيوت الاولين ذات المصدر الحيواني الضارة و المسببة لامراض الاوعية الدموية و الجلطات و لهذا فان اسعاره زهيدة تتم اعادة تعبئته بعد اضافة زيوت نباتية كالفول و زهرة الشمس وبيعه في عبوات صغيرة بديباجات تحمل اسماء مختلفة تتهرب من اضافة طبيعة المكونات خاصة تلك المحورة وراثياً و هكذا تشهد هذه الصناعات خداع و غش وارتفاع غير مبرر في اسعارها ووزير التجارة كالزوجة آخر من يعلم و ألم أقل لكم نحتاج لوزراء شفوت و تفتيحة أولاد ٦٠ في ٧٠ و وداعاً أمثال المحتار مدني عباس مدني و ربعه من اولاد الناس .
الجريدة
حسن وراق