بقبول استقالة البدوي فقد السودان آخر فرصة للاصلاح الاقتصادي ومن ثم الانتقال للاستقرار الاقتصادي
الان على طاقم قوى الحرية والتغيير الاقتصادي والذين هاجموا البدوي مرارا وتكرارا ان يستعدوا لمواجهة الاصعب .. هذا الطاقم الذي يجيد السباحة في البر عليه الان مواجهة الحقيقة المرة التي طالما نقلها لهم البدوي.
خبراء ( طاقم قوى الحرية والتغيير الاقتصادي) والذي يؤمن بافكار ورؤى اقتصادية تجاوزها العالم منذ نهاية ثمانيات القرن المنصرم…. الان عليهم مواجهة واقع اقتصادي مظلم يزداد قتامة .
الروح التي جاء بها البدوي والافكار التي بدأ في وضعها كانت تشكل رأس جسر لمعركة الاصلاح الاقتصادي .. ربما خسر البدوي معركة وجوده في( وزارة المالية ) لكنه كسب حربه في الاصلاح الاقتصادي.
ظل الاصلاح الاقتصادي شبح يخشاه وزراء المالية ومتخذي القرار .. وحده البدوي وضع اولى لبنات الاصلاح .. الاصلاح الاقتصادي عملية مستمرة تتطلب مراقبة الزمن بكل أنأة وصبر… بدأ البدوي برنامجه الاصلاحي دون ان ينسى تفعيل برنامجه الاسعافي.
طاقم قوى الحرية والتغيير الاقتصادي الذي ظل يهاب شبح الاصلاح الاقتصادي سيجد نفسه قريبا مع (دراكولا ) الانهيار الاقتصادي… ومن مجرد شبح لايخيف سيجدون انفسهم امام مارد عاصف.
سيصف البعض البدوي بانه ” فاشل ” لكنهم يجيدون الوصف وليست لديهم القدرة على قراءة تقارير بنك السودان المركزي ولا معرفة كوامن اختلالات الاقتصاد الوطني الهيكلية ، ولا يعرفون معنى كلمة ” اصلاح اقتصادي” … سيأتون بآخر وسيصفونه بعد زمن قصير بانه ” فاشل كبير” ، وما يلبثون وقتا غير قليل ويكتبون عنه انه ” الفاشل الاكبر” ، ويأتى من بعهدهم خلف يدمغون بانهم ” كهنة الفشل” وهكذا .. وما دروا ان غشاوة الفشل في اعينهم لانهم لايودون رؤية طريق الاصلاح الاقتصادي، وهو طريق شاق ومؤلم يتطلب الجرأة والصبر لجني ثمار الاصلاح.
سيمضي البدوي الى اعماله وانشطته وربما عاد الى عمله بمؤسسات التمويل الدولية لكن يوما ما قريبا او بعيدا سيسعى ( طاقم قوى الحرية والتغيير الاقتصادي) اليه في حواري واشنطون .. وسوف يقفون امام بابه ( يستجدون) معونته و ( يطلبون ) مساعدته و(يأملون ) عطاياه .. سوف يرونه بعيدا ونراه قريبا.
لنلقي (النظرة الاخيرة) على جثة ( الاصلاح الاقتصادي) في السودان طالما ان السياسيون ومتخذي القرار جبناء ولا يريدون مواجهة الحقائق.
كان البدوي يرى مثلما رأت زرقاء اليمامة لكن قومه وملته من ( طاقم قوى الحرية والتغيير الاقتصادي) لم تكن لديهم الرؤية ولا الوسيلة لاصلاح اقتصاد يعاني ازمات مركبة تتطلب اصلاح حقيقي وليس دغدغة مشاعر الناس.
• عبدالوهاب جمعة
محرر شؤون اقتصادية