سؤال طرحته بعد مضي ثلاثة شهور من تكوين الحكومة اتفق معي البعض وعاب علي قليل ان الوقت مبكر للحكم علي أداء الحكومة الانتقالية ولهؤلاء واولئك اقول تعلمنا من طبيعة الأشياء ان لكل شئ علامات وامارات ومؤشرات ليس في السياسة والاقتصاد فحسب ولكن اهل السودان يعرفون الحامل والبالغ من اشراطها والخريف اللين من بشايره بين وحتي الموت من سكراته.
ولكن من المتفق عليه أن الفوضي اسم لأي نظام يولد ارباكا في عقولنا فكيف يستقيم ذلك في ثورة وصفت بأنها ثورة وعي وحرية والبعض يصر علي اعتقال عقولنا واسرها للماضي حيث النصف الفارغ من الكوب ويبدد جهدنا ووقتنا في معارك انصرافية ليست ذات قيمة مادية او معنوية المستفيد الوحيد منها هو العدو وفي ذات السياق والانصرافية يحرم علينا مجرد التفكير والتخطيط للمستقبل.
ليس بدعا ان تفشل حكومة فهي لم تكن الاولي ولن تكون الأخيرة وقد اشفقت علي الذين يربطون بين مصير الوطن وبقاء الاشخاص يساعدهم في ذلك اهل الطبل وحارقي البخور ومن السطحية ان يبرمج كل الشعب ويصنف الي مؤيد ومعارض لوزير معين كحالة اكرم مثلا وتضج الاسافير بين قادح ومادح في حين ان المصلحة الوطنية خلاف ذلك وليس لها علاقة بحالة الاصطفاف البعيد كل البعد عن التقييم ومعايير الأداء المؤسسي وأهم من يرهن امر السودان بشخص او حزب او جهة او قبيلة ولكن الشعب السوداني ذواق ويستحق ان تكون حكومتة من رجال علي قدر هامتة لقد ان الاوان ان يتقدم العلماء لقيادة الامر العام ادفعوا بهم ولن تخسروا سوي الإقلال وقليل من سخط الفاشلين وانصاف القدرات وستكسبوا الشعب السوداني بغض النظر عن انتماءاته السياسية وتنوعه الاجتماعي وتعدده الاثني فما قيمة الدنيا الواسعة اذا كان حذاءك ضيقا .
فهل تفعلها الامة السودانية ام تتكرر متوالية الفشل الهندسية ونعيد انتاج الأخطاء في التكوين الثاني للحكومة الانتقالية كما هو مرسوم وموسوم لها من قبل الشركاء قبل الأعداء…
الرشيد محمد ابراهيم