ـ اذكر أنه في لقاء تلفزيونى عقب حل حكومة الفريق بكرى وتشكيل حكومة معتز سألنى مقدم البرنامج لماذا حل الحكومة ولماذا تشكيل حكومة جديدة ؟ ولماذا عدد الوزراء في حكومة يقارب الثمانين وزير وفي أخري يقف عند حدود الثلاثين وزير؟ ولماذا لايشكل البشير حكومة تكنوقراط؟
ـ قلت له الحكومات تتشكل وفق مطلوبات وضرورات. احيانا تكون الضرورات السياسية هى الأهم . فالظرف السياسي قد يكون ملحا في التعبير عن حالة وفاق سياسي فتتسع مظلة الحكومة لتعبر عن ذلك مثلما أعقب نيفاشا ومؤتمر الحوار الوطنى وأحيانا ظرف التقشف الاقتصادى هو الرحم الذى تتشكل فيه الحكومة فينكمش.الجهاز التنفيذى ، اما حكومة التكنوقراط فهذه لامكان لها إلا في ظرفين ، ظرف يكون النظام السياسي في البلاد قائم علي مركزية صارمة يكلف فيها صاحب الامر والنهى أفنديه من المختصين لادارة الحقائب الوزارية والامثله لذلك كثيرة تبدأ من مايو النميريه وحقبة حسنى مبارك والقذافي وغيرها . أو أن تكون الحقبة هى حقبة انتقال فيأتى وزراء لالون سياسي لهم ولاانتماء وهذه حكومات ( الحقب القصيرة) .. اما البشير الذى لديه ( حزب ) و(تيار) وشركاء حوار لايمكن أن يطالب بتشكيل حكومة تكنوقراط لأن في هذا الأمر تعقيدات جمة أو أن يتوافق الجميع علي أن ينهى الرجل حقبته الانتخابية ويقود ماتبقي كرئيس انتقالي يسند الحقائب الوزارية إلي تكنوقراط
.ـ بعد احداث الحادى عشر من ابريل تم الترويج بكثافة ان الحكومة ستتشكل بعيدا عن المحاصصات الحزبيه وانها ستكون حكومة تكنوقراط ثم بدأت مفردة أخري ترادف مفردة تكنوقراط حتى غطت عليها وهي حكومة كفاءات وبالطبع هذه مفردة احتيالة مغطاة بالأصباغ وورق السلفان حتى يسهل بيعها للجمهور فمن الطبيعي أن تتشكل أي حكومة من كفاءات ،
ـ في الحكومات ليس المهم كثرة التوصيف ( خبراء ، كفاءات) فهذا سيتكشف بعد إسبوع لكن المهم هو منهج تشكيلها والبرنامج الذى ستعمل عليه وهذا الذى اصاب حكومة حمدوك في مقتل
ـ سقط إزار الكفاءة منذ الشهر الأول ثم تكشف القيد الأثقل . خلل منهج تشكيل الحكومة ( من رشح من ؟ ولماذا؟) ثم ما هي الجهة التى وضعت البرنامج للحكومة؟ الحاضنة السياسية ؟ ام رئيس الوزراء؟ ام كل وزير نجر من الشجر الذى يليه ؟ّ
ـ حسنا دعنا من القارب الغارق ودعنا في هذا الجديد .. ماهو منهج تعيين الوزراء الجدد؟ بترشيحات حزبيه؟ ام اختيارات رئيس الوزراء؟ ام ترشيح من الحركات المسلحه؟ وأيا كانت .. ماهى المعايير؟ وماهو البرنامج؟ أم سيأتى كل وزير ببرنامجه؟ وهل حقا أقال الرجل وزرائه تحت ضغط الشارع؟
. وهل فشل هؤلاء الوزراء فقط ؟ ام فشل قبطانهم؟ فلماذا لايذهبوا جميعا؟
ـ كل الإجابات التى تمد رأسها لتجيب علي هذه الأسئلة تصب كلها في اناء وأحد هو غياب المنهج
ـ حمدوك مدرب عابر . حظه أعثره علي فريق ( حلة) يستعد لخوض مباراة فوقف علي خط الملعب يسأل كل من يرتدى ( كدارة) خانتك إيه؟ فيقذف به إلي الملعب حيث اختار كل لاعب خانته حتى لو كانوا كلهم ( لفت)
. المدهش أن السيد حمدوك قال:- إن إعفاء الوزراء جاء إستجابة لمطالب الثوار.حسنا من سيعين الوزراء الجدد؟ ومن سيضمن كفاءتهم ؟ حتى لايطالب الثوار بإقالتهم مرة أخرى؟ أم هذا القول مجرد زيت سمسم معتق لدهن ظهر الازمة حتى تهدأ قليلا؟ ثم أليس من المضحك أن تخرج الحاضنة السياسية التى رشحت هؤلاء المقالين هى التى تخرج قاعدتها لتطالب بتغييرهم؟
ـ كل هذا الثلج والبنج المخدر والأزمة الحقيقية تنزف وتئن ولاتبارح مكانها والأدهى أنه لايبين لها أفق .. أعنى ازمة المعيشة والتضخم المنفلت والدولار الصاعد و( عييييك)
ـ في وجهة نظرى ان السيد حمدوك اختار الطريق الخطأ والقصير للهروب وان مداركته والإنقضاض عليه من قبل حلفائه مسألة وقت …
.ـ والعلة الاساسيه ان الحكومة الانتقالية لبست حذاءا اوسع من رجليها ..بدلا من ان تكون عابرة ارادت لنفسها ان تكون باقية .. ارسلوها لتخطب العروس فشبكتها لنفسها .. فغرقت في جوالات القمح والدقيق وبراميل الجاز
هذه الحكومة بدأت (الترترة) مبكرا .. ومبكر جدا
حسن اسماعيل