الزوال يهدد الصحافة الورقية في السودان بعد مضاعفة أسعار البيع

قرر ناشرو الصحف السودانية رفع قيمة النسخة الورقية إلى (45) جنيهاً بدلاً من (15) جنيهاً ورفع قيمة الإعلان بنسبة 100%، وسط مخاوف ان يضع هذا القرار القراء السودانيين امام خيارات بديلة حديثة وقليلة التكلفة ومضاعفة مهددات زوال الصحافة الورقية في البلد الذي يواجه تحديات اقتصادية كبيرة.

وبرر الناشرون الزيادة الجديدة لجهة انها تتماشى مع الأوضاع الإقتصادية التى تمر بها البلاد وعدم إستقرار سعر صرف الدولار، وقال ناشر ورئيس تحرير صحيفة التيار السودانية ، عثمان ميرغني، ان السبب فى رفع سعر النسخة الورقية الارتفاع الشديد في اسعار مدخلات الطباعة، بإعتبار انها تستورد من الخارج وزادت تكلفتها خاصة الأحبار لما يقارب السبعة أضعاف .

واكد ميرغني لـ(عاين )، ان الناشرين اجتمعوا خلال الايام الماضية وقاموا بمراجعة التكلفة للنسخة الواحدة من (12) صفحة وتوافقوا على (45) جنيها للنسخة وهذه التسعيرة بالكاد تغطي تكلفة الإنتاج وإذا تحرك سعر الدولار صعودا تصبح هذه التسعيرة بالخسارة مع الناشرين .

وبحسب ميرغني، ان هذا آخر خط دفاع للصحف الورقية وما يجبر عدد كبير من الصحف الورقية على التوقف عن الصدور بسبب اسعار العملات الاجنبية غير المستقرة ، واضاف “الصحافة الورقية على المحك فالقارئ السوداني والمعلنين على قلتهم قد ينفروا من التعامل مع الصحف التي رفعت سعر النسخة الى (45) جنيها لتغطية تكلفة التشغيل. واضاف ” هذا اختبار حقيقي للصحف الورقية التي تواجه تحديات إقتصادية جمة” .

وتراجعت معدلات توزيع الصحف اليومية فى السودان خلال الأعوام الماضية بعد زيادة اسعارها خلال فترات متقاربة .

فيما يقول رئيس تحرير صحيفة الجريدة السودانية، أشرف عبد العزيز، لـ(عاين) ان زيادة سعر النسخة من (15-45) بالزيادات في الاسعار العامة في البلاد وان الدولة لا تعفي مدخلات انتاج الصحافة من احبار وورق وغيرها من الجمارك. واضاف ” مع تذبذب اسعار الدولار الصحف مضطرة الى زيادة سعر النسخة فهي تزيد مثلها مثل السلع الأخري ربما يستجيب القارئ لزيادة الأسعار ولكن قد يتناقص عدد القراء ويقل توزيع الصحف كذلك هو الحال بالنسبة للمعلن”.واردف قائلاً ” الخرطوم مازالت تقرأ ولكن نخشي ان تتوقف القراءة بعد هذه الزيادات المضاعفة في اسعار الصحف ” .

واكد عبد العزيز، ان غالبية الناشرين وافقوا على زيادة سعر النسخة وأول خطوة بعد تطبيق هذه الاسعار زيادة رواتب الصحفيين التي ظلت ثابتة رغم إرتفاع الأسعار الذي يشهده السودان.

من جهته، طالب رئيس تحرير صحيفة الصيحة السودانية ، الطاهر ساتي، ان تتدخل الحكومة لحل المشكلة ليتمكن المواطن السوداني من الحصول على صحيفته بسعر يتناسب مع دخله، وقال “يمكن للحكومة ان تدعم الصحافة بشكل غير مباشر سوى بالإعفاءات الجمركية لمدخلات الإنتاج ووسائل اخرى لتخفيف تكاليف الإنتاج”.

وزاد ساتي، “صناعة الصحافة الآن فى وضع كارثي.. الصحف الكبيرة فى السودان بدأت في التساقط وفناء الصحف الورقية مسألة وقت وسيتحول الناس للصحافة الالكترونية التي بدورها لاتلبي طموحات كل الناس”.

ويتوقع ساتي، فى مقابلة مع (عاين)، ان يكون للزيادة تأثير سالب باعتبار ان الصحافة اداة من ادوات المعرفه ومن المفترض ان تكون متاحة بأقل تكلفة. واشار إلى أن دول كثيرة توزع الصحف مجاناً باعتبار ان الاعلانات تغطي التكلفه وهنالك دول اخرى تدعم الصحافة دعما مباشرا وغير مباشر لأنها ليست مسألة ترفيهية بل وسيلة معرفه بالحقوق والواجبات.

وتابع ساتي ” لكن نحن فى السودان للأسف كل عام نزيد على المواطن تكاليف الإنتاج والوضع الإقتصادي فى السودان الآن لايحتمل”.

عاين- 6 يوليو2020م

Exit mobile version