بعد محاولات فض من قبل السلطات .. اعتصام سوبا .. اقتلاع الحقوق

دخل اعتصام أهالي سوبا الأراضي أمام مدخل منطقتهم يومه الرابع، وأغلقوا شارع الهوا بسبب استمرار تهميشهم وعدم توصيل خدمات الكهرباء والمياه لهم على الرغم من أن تاريخ إنشاء المنطقة يعود للسبعينات من القرن الماضي، و بلغ سعر برميل المياه (600) جنيه بينما بلغ سعر جركانة المياه زنة 18 لتر (25) جنيه.

اعتداء وهجوم

في اليوم الثاني للاعتصام تعرض أهالي سوبا لاعتداء من قبل خمسة تاتشرات، وروى شهود عيان أن تلك القوات كانت بكامل عتادها قادمة من مجمع عودة السكني في المنطقة التي تسمى غابات الاسمنت شرق سوبا وهي منازل الضباط، واعتدت قوات تابعة للجيش على خمسة كنداكات وفي ذات الوقت كانت هناك حوالي (40) تاتشر في وضع الاستعداد داخل المجمع السكني وقال شهود العيان لـ(الجريدة) صمد الثوار على الرغم من العنف و الاعتداءات اللفظية التي تعرضوا لها إلا أنهم تمسكوا بسلمية الاعتصام، وقال عضو لجنة الخدمات والتغيير عاطف عبد الرحيم لـ(الجريدة) نعتمد في الحصول على المياه والكهرباء على الصهاريج و البوابير
وانتقد استغلال مالك صهاريج المياه السبعة للجاز الذي يحصل عليه بإسم أهالي المنطقة لأنه يكتفي بتشغيل إثنين فقط من البوابير ويتحجج بعدم وجود جاز كافي لتشغيلها.

محاولات فض فاشلة

وتعرض أمس الاعتصام لمحاولة فض، وقالت لجان المقاومة إن قسم الأزهري قام بتجهيز 2 عربة بوكس استطلاع و 2 مباحث بالموتر والعتاد الخلفي 4 دفارات و 6 بكاسي.
وتقع سوبا الأراضى جنوب الخرطوم وتتبع إداريا لمحلية جبل أولياء ووحدة الأزهري تحيط بها من الناحية الشمالية منطقة الازهري وغربا السلمة الجديدة ومخطط ساريا السكني وشرقا مخطط العودة السكني وسوبا اللعوتة وجمارك سوبا (سوبا الحاويات) .

ويعود تاريخ منطقة سوبا الاراضي المنطقة إلى سبعينيات القرن الماضي، وعلى الرغم من ذلك لم يتم تخططيها إلا في العام 2014 وما زال فيها سكن عشوائي وتم تهجير كثير من سكانها إلى “مدينة الفتح” ومدينة الرشيد بجبل أولياء وأغلب سكان سوبا الاراضي عمال يوميات واعمال حرة.

لعنة الشعبية

ويقول عضو لجنة الخدمات والتغيير عاطف إن النظام السابق كان يهمشنا كثيرا بسبب تصنيفنا كمعارضة لأن أغلب قاطني المنطقة أعضاء في الحركة الشعبية لذلك لم يحظى مواطنيها
بأي اهتمام حتى بعد انفصال الجنوب وكأنما أصبحت لعنة الحركة الشعبية تلاحقهم حتى بعد سقوط النظام البائد و ظل مرشحو الدوائر الانتخابية يبذلون الوعود لنا بادخال المياه والكهرباء وعندما يفوزون لايعيرونا أي اهتمام واشتكى من عدم وجود مدارس ثانوية أو مياه أو كهرباء، واوضح أن المنطقة تعتمد في الحصول على المياه من الصهاريج والكهرباء على البوابير وذكر لدينا 7 صهاريج اتنين منها متعطلات منذ سنوات وواحد من تلك الصهاريج يقع بالقرب من منطقة الازهري يعمل بالكهرباء العامة، بينما تتوزع الصهاريج الاربعة على المنطقة ويديرها شخص ينتمي للنظام البائد وتابع وفي فترة الحظر أصبح لا يقوم بتشغيل كل الصهاريج ويتحجج بعدم وجود الجاز على الرغم من أنه يحصل على الجاز باسم مواطني المنطقة ويتم نقل المياه بواسطة الكارو، ويرى أن عدم تشغيل الصهاريج أدى إلى ارتفاع اسعار المياه.

ايلولة المياه

ودخل المدير التنفيذي في اجتماع أمس مع لجان الخدمات والتغيير بمكتبه بسوبا، وانعقد الاجتماع بمقر محلية جبل أولياء واستغرق خمس ساعات، وأصدر المدير التنفيذي لمحلية جبل أولياء قرار ايلولة المياه خارج الشبكة للجان التغيير ونجح الاعتصام وحصل الثوار على جزء من مطالبهم وأصدر المدير التنفيذي لمحلية جبل أولياء أمس حسب المستند الذي تحصلت “الجريدة” على نسخة منه، قرارا قضى بأيلولة المياه خارج الشبكة إلى لجان الخدمات والتغيير لتديرها وتشرف عليها.

مخاوف مشروعة

وتخوفت لجان مقاومة سوبا الأراضي من استمرار أزمة الوقود خاصة مع اقتراب أمتحانات شهادة الأساس، وطالبت الخيرين بمساعدة الطلاب والطالبات بالمنطقة ليتمكنوا من أدائها ونوهت إلى أن المدارس مازالت تعاني من آثار الخريف الماضي.

وهكذا نجح ثوار سوبا في اقتلاع حقهم في إدارة المياه وعلى الرغم من إبداء محلية جبل أولياء اهتمامها بقضاياهم بعد دخولهم في الاعتصام، كان في السابق عانوا في الحصول على الخدمات وحفيت أقدامهم لذلك آثر الثوار أن يواصلوا في الاعتصام لأن الحقوق تنتزع.

الخرطوم: سعاد الخضر
صحيفة الجريدة

Exit mobile version