في ٦ ابريل ٢٠١٦م قام إيمانويل ماكرون بإعلان تأسيس حزب إلى الأمام !En Marche الوسطي، وبعد مُضي ثلاثة عشر شهراً من التأسيس وفي ٧ مايو ٢٠١٧م فاز هذا الحزب الفتي الحديث النشأة بالإنتخابات الفرنسية، وتولى رئيسه الشاب البالغ من العمر حينها ٣٩ عاماً رئاسة الجمهورية الفرنسية.
ويُعدُّ هذا النجاح الباهر والسريع لحركة !En Marche استجابة من الشعب الفرنسي لرؤية الحركة في تكييف الإقتصاد الفرنسي مع العولمة، وتحديث الحياة السياسية وبث القيم الأخلاقية فيها، ورفضاً للتليد المتحجر.
مع الأخذ في الإعتبار الفرق في التجربة الديمقراطية بين فرنسا والسودان، إلا أن هذا الجيل الثائر علامة فارقة، وقوة لا يمكن تجاوزها على الإطلاق، ولكنه في حاجة إلى ثورة وعي حقيقية تؤسس لمستقبل الوطن، ولتأسيس أحزاب سياسية جديدة حديثة تُبنى على البرامج والمؤسسية، وتتجاوز بؤس معظم الأحزاب الراهنة التي ما زالت تمارس السياسة بعقلية الخمسينات من القرن المنصرم، والقائمة على إِحن وضغائن وصراعات تاريخية أو بيوتات أو طوائف! وذلك حتى يُعبِّر هذا الجيل الواعِد عن ذاته ويحقق إنتمائه، ويبني وطن المستقبل الذي يستحقه ويأمله أصالةً لا وصايةً!
د. هشام أحمد