بدأت ملامح ومظاهر الإحتفال بذكرى الثلاثين من يونيو تطل برأسها في كل أحياء وشوارع وطرقات محلية امدرمان حيث إكتست جدران أحياء الموردة، العباسية وبانت، الفتيحاب، ابوروف، ود درو، ود نوباوي، حي العرب والبوستة بأعلام السودان وصور الشهداء وبالرسومات التي تعبر عن رمزية يوم ٣٠ يونيو في الثورة السودانية والذي يمثل الانتصار الحقيقي لثورة ديسمبر المجيدة بإعتباره اليوم الذي أعاد للثورة زخمها وثوريتها.
وكالة السودان للأنباء ومن خلال إهتمامها بتوثيق هذه اللحظة التاريخية في الذاكرة الوطنية اجرت إستطلاعات مع عدد من المواطنين في مختلف أحياء امدرمان العريقة للحديث عن الإحتفالات بذكرى الثلاثين من يونيو ورمزية هذا اليوم في قلوب ووجدان السودانيين بمختلف إنتماءاتهم السياسية ومكوناتهم الاجتماعية والثقافية .
وأوضح المواطن عادل عبدالرحمن، تاجر في سوق بانت غرب بأمدرمان، ان ٣٠ يونيو كان يوما تاريخيا خلد في ذاكرة الشعب السوداني لأنه أعاد ثورة ديسمبر المجيدة الي مسارها الصحيح وهذا يؤكد ان السودانيين يد واحدة من أجل تحقيق مطالب الثورة. وقال إن الهدف من هذه الإحتفالات هو التذكير بضرورة القصاص للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل هذه اللحظة التي يحتفل بها كل السودانيين داعياً إلى ضرورة محاكمة رموز النظام البائد محاكمات علنية حتى يتعرف الشعب على الجرم الذي ارتكبوه في حقه زهاء الثلاثين عاما.
أما عبدالعظيم حسن الذي يعمل تاجر موبايلات في سوق امدرمان فقد حيا شهداء ثورة ديسمبر وطالب بالقصاص لهم من القتلة الحقيقيين مبيناً أن الشباب السوداني الذي غير مجري التاريخ قادر على أن يحافظ ويحمي الثورة من كل ما يستهدفها. فيما دعا الجيلاني فضل صاحب محل لبيع الرصيد في سوق الموردة المشاركين في مواكب وتظاهرات الثلاثين من يونيو للالتزام بالتدابير الصحية وضرورة التباعد الجسدي لدرء مخاطر العدوى بوباء كورونا مبيناً أن المواكب هدفها التأكيد على تنفيذ أهداف ثورة ديسمبر المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة وتحقيق المطالب الخاصة باستكمال هياكل السلطة المدنية خاصة تعيين المجلس التشريعي والولاة المدنيين وتنشيط لجان إزالة التمكين في الولايات وتقديم مسؤولي النظام البائد للمحاكمات.
عوضية عبدالرسول وتعمل بائعة شاي بالقرب من مستشفى الدايات بأمدرمان جأرت بالشكوى من ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش في السلع وطالبت الحكومة الانتقالية بضبط أسعار السلع ومراقبتها مبينة انها مؤمنة بثورة ديسمبر وتستبشر خيراََ بشعاراتها لأن الثورة ما جاءت إلا لنصرة وخدمة المواطنين الفقراء.
إلى ذلك طالب عاصم مختار والذي يعمل معلماََ في المرحلة الثانوية كل الأحزاب والقوي السياسية بأن تبتعد من حالة التشاكس السياسي وان تتوحد حول مشروع وطني خلاق يعمل على بناء السودان ويستطيع إستغلال موارده الاقتصادية الضخمة لفائدة الشعب حتى ينعم بالرخاء والاستقرار والنماء.
من جانبه قال محمد الياس وهو صاحب مخبز بمنطقة الفتيحاب ان ذكرى ٣٠ يونيو محفورة في ذاكرة الشعب السوداني وتمثل نقطة تحول فاصلة في الانتصار للدولة المدنية مبيناً أن الشعب خرج في تلك المليونية تجسيداََ للإرادة والرغبة في إنجاز الحكم المدني الكامل. وأعرب إلياس عن عدم رضاه بشأن تأخر القصاص لشهداء الثورة السودانية وبطء الإجراءات في تقديم رموز الحكم البائد للمحاكمات وقال إن المواكب المليونية التي ستنطلق غداََ تعبر عن روح الإرادة والعزيمة لدى الثوار لاستكمال مهام وواجبات ثورة ديسمبر المجيدة.
سونا