تجاوزت الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم عشرة ملايين حالة، اليوم الأحد، وذلك في علامة فارقة بانتشار المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي والذي أودى حتى الآن بحياة زهاء نصف مليون شخص على مدار سبعة أشهر.
والرقم هو تقريباً ضعف عدد مرضى الإنفلونزا الشديدة سنوياً، وذلك وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية. ويأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه العديد من الدول المتضررة بشدة من الوباء في تخفيف إجراءات العزل وتنفيذ تعديلات موسعة في نظم العمل والحياة الاجتماعية قد تستمر لعام أو أكثر حتى ظهور لقاح.
وتشهد بعض الدول طفرات جديدة في انتشار العدوى دفعت السلطات لإعادة فرض قيود العزل العام جزئياً في وضع وصفه خبراء بأنه قد يكون نمطاً متكرراً في الشهور المقبلة وحتى 2021.
وتبلغ الإصابات في أميركا الشمالية وأميركا اللاتينية وأوروبا نحو 75 في المائة من إجمالي المصابين وذلك بنسب متساوية تقريباً بين المناطق الثلاث، بينما تسجل آسيا والشرق الأوسط زهاء 11 وتسعة في المائة على الترتيب وذلك وفقاً لإحصاء رويترز الذي يعتمد على تقارير حكومية.
وبلغ عدد الوفيات بالفيروس حتى الآن أكثر من 497 ألف شخص وهو تقريباً نفس عدد الوفيات السنوية بالإنفلونزا. وكانت أول حالات إصابة بالمرض أعلنت بمدينة ووهان الصينية في العاشر من يناير/كانون الثاني قبل أن تنتشر الإصابات والوفيات في أوروبا ثم الولايات المتحدة وبعدها روسيا.
ودخل الوباء الآن مرحلة جديدة تسجل فيها الهند والبرازيل إصابات تتجاوز عشرة آلاف حالة يوميا مما يشكل ضغطاً كبيراً على الموارد. وسجلت البلدان أكثر من ثلث إجمالي الإصابات الجديدة في الأيام السبعة الماضية. وارتفع العدد الإجمالي للإصابات بمعدل واحد إلى اثنين في المائة يومياً في الأيام السبعة الأخيرة انخفاضاً من أكثر من 10 في المائة في مارس/آذار.
وتمكنت الولايات المتحدة، التي سجلت أكثر من 2.5 مليون حالة إصابة في أكبر حصيلة بالعالم، من إبطاء انتشار الفيروس في مايو/أيار لكنها شهدت تفشيا جديدا في الأسابيع الأخيرة بمناطق ريفية وأماكن أخرى لم يصلها الوباء من قبل.
وفي المملكة المتحدة، ذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية نقلا عن مصادر مطلعة أن الحكومة تدرس فرض العزل العام في مدينة ليستر بعدما شهدت ارتفاعاً في عدد المصابين بفيروس كورونا. وأوضحت الصحيفة اليوم الأحد أن وزير الصحة مات هانكوك يدرس ذلك الإجراء بعدما سجلت المدينة التي يقطنها زهاء 350 ألف شخص أكثر من 650 إصابة بالفيروس في النصف الأول من يونيو/حزيران.
يأتي ذلك في وقت تخفف فيه بريطانيا قيود التباعد الاجتماعي وقواعد العزل العام وتعاود فتح اقتصادها تدريجيا مع انخفاض عدد حالات الإصابة والوفاة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا. وكانت البلاد واحدة من أكثر الدول تضرراً بالجائحة.
وأظهرت أرقام حكومية أمس السبت أن حصيلة الوفيات في بريطانيا من بين الحالات التي تأكدت إصابتها بفيروس كورونا ارتفعت إلى 43514 بزيادة 100 عن اليوم السابق، بينما بلغت الإصابات 309360. وفي إطار التخفيف أيضا، قالت الحكومة يوم الجمعة إنها ستعفي الوافدين من بلدان تشكل مخاطر منخفضة تتعلق بانتشار فيروس كورونا من شرط الدخول في حجر صحي لمدة 14 يوما. وسترفع الحكومة أيضا أسماء بعض الدول والمناطق من توجيهات رسمية تنصح المواطنين بعدم السفر إليها إلا للضرورة. وستسهل الإجراءات على البريطانيين للسفر إلى الخارج لقضاء العطلات، وذلك في ظل بحثها عن سبل للحد من الضرر الاقتصادي الناجم عن الوباء.
العربي الجديد