بين الشتائم والقضايا.. كيف وقع فنانون في فخ المتنمرين؟

يجد الفنانون أنفسهم ضحايا للتنمر الإلكتروني بشكل مستمر، إذ تنهال آلاف التعليقات على صورهم وأخبارهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن ردود المشاهير على منتقديهم تثير هي الأخرى موجة استغراب، كونها تصل إلى حد الشتيمة في بعض الأحيان، غير آبهين بصورتهم العامة أمام جماهيرهم.

وكان الفنان المصري الكوميدي حمدي الميرغني، وزوجته الممثلة إسراء عبد الفتاح، آخر ضحايا التنمر الإلكتروني، بعد أن نشرت إسراء صورة تجمع زوجها بابنته تمارا بمناسبة عيد الأب، لتنهال التعليقات الغاضبة من توقيت نشر الصورة، الذي تزامن مع إعلان “أوس أوس”، زميلهما في “مسرح مصر”، وفاة طفله الرضيع علي.
وأثار تعليق من مستخدمة على إنستغرام، غضب الزوجين، بعد أن تساءلت مستغربة عن سبب عدم تعرض الميرغني لأي كوارث في عام 2020، معربة عن غضبها لأنه حقق نجاحا في رمضان الماضي، ورزق بطفلة أيضا، بينما يمر العالم بأوقات صعبة في عام 2020.
وقالت: “إحنا السنة علينا سودة كلنا، إلا الراجل ده. أوف حظه بالسماء. برمضان ما سبش مسلسل وبرنامج ما طلع فيه و دلوقتي عنده بايبي؟ وعايش أيامه وفرحان”.
وأضافت: “حتى أوس أوس يلي مثَل معاه ابنه مات وما سلم من هالسنة السوداء، إلا هو عمال ينجح وبيعمل فلوس وفرحان بكل حاجة.. أوف على حظه! طب يدينا شوية حظ”.
وبالرغم من أن تعليق المستخدمة كان قاسيا، فإن رد عبد الفتاح عليها كان أكثر صدمة، إذ قالت: “ربنا ياخدك”.
حمدي الميرغني وإسراء عبد الفتاح يردان على إساءات مستخدمين
حمدي الميرغني وإسراء عبد الفتاح يردان على إساءات مستخدمين
كما أثار تعليق آخر حفيظة الزوجين، جاء من مستخدمة وجهت تعليقا غاضبا لعبد الفتاح، كونها نشرت صورة الميرغني والطفلة في الوقت الذي توفي فيه ابن أوس أوس.
وقال: “أنت باردة جدا.. يعني أوس أوس لسه ابنه متوفي امبارح وأنت منزلة إيه؟. أنت عديمة الإحساس ومتستاهليش تكوني أم أو إنسانة عموما”.
وهنا، تدخل الميرغني للدفاع عن زوجته، ورد عليها بتعليق طويل، تخللته إهانات للمستخدمة، واصفا إياها بـ”المتخلفة والجاهلة”.
وقال: “الصورة دي قبل وفاة علي ربنا يصبرهم على فراقه، واحنا أصلا مش محتاجين نبرر لوحدة متخلفة وجاهلة فكريا ومتربتش زيك، عشان تقولي على أي واحدة متستاهيلش تكون أم أو إنسانة”.
وأضاف: “حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفي أمثالك اللي نيتهم قذرة وقلوبهم سودا”.
من جانبها، شددت عبد الفتاح في تعليقاتها على أنها نشرت صورة زوجها وابنتها قبل خبر وفاة ابن أوس أوس، معربة عن حزنها للمأساة التي يمر بها زميلها.
إسراء عبد الفتاح تؤكد أنها نشرت الصورة قبل وفاة ابن أوس أوس
إسراء عبد الفتاح تؤكد أنها نشرت الصورة قبل وفاة ابن أوس أوس
إهانات وشتائم متبادلة
وأعادت هذه الواقعة إلى الأذهان، أحداثا سابقة رد فيها المشاهير بصورة غير لائقة، على إساءات متابعيهم، دون أي اكتراث لصورتهم العامة، أو فكرة أن آلاف الأشخاص سيكونون قادرين على رؤية هذه الشتائم.
وسبق أن انهال الفنان المصري أحمد فهمي بالإهانات والشتائم على بعض متابعي زوجته الفنانة الشابة هناء الزاهد على إنستغرام، خلال فترة خطوبتهما.
وكانت الزاهد قد نشرت صورة مع فهمي، ليقوم شخص بانتقاد الأخير، قائلا إنه “ليس من مستوى هنا”، ليرد فهمي بدوره بألفاظ طالت والدة الشخص.

ولم يكتف فهمي بالرد مرة واحدة، لتأخذ التعليقات طابعا شخصيا أكثر فأكثر، إذ استمر باستخدام ألفاظ خادشة للحياء طالت والدة الشخص، بالإضافة إلى قيامه بالرد على أشخاص آخرين بصورة شرسة.
كما سبق للمغني والممثل خالد سليم، أن رد على امرأة شتمت زوجته على تطبيق إنستغرام.
وكان سليم قد نشر صورة جمعته بزوجته، لتقوم امرأة بالتعليق على شكلهما مستخدمة لفظا بذيئا، ليقوم سليم بدوره باستخدام ذات اللفظ لوصف الفتاة “وأهلها”.
ولأن هذه الظاهرة جديدة على المجتمعات، وظهرت مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، فإنها تثير ردود فعل متباينة.
وفي الوقت الذي يرى فيه كثيرون أنه من الضروري أن يتمتع الفنان بالقدرة على التحكم في ردود أفعاله، كونه “قدوة” للكثير من الشباب، يعتقد آخرون أن الفنان “إنسان في نهاية المطاف”، ومن حقه الدفاع عن نفسه وعن أسرته بالصورة التي يراها مناسبة.
من جانبه، قرر الفنان المصري شريف منير أن يتخذ طريقة أخرى في الدفاع عن نفسه وأسرته ضد المتنمرين، إذ نشر مقطع فيديو على حسابه في “إنستغرام”، يندد فيه بالتنمر والإساءات التي طالت ابنتيه، متوعدا باستكمال الإجراءات القانونية لملاحقة المتورطين من خلال القضاء.
وكان الممثل المصري قد نشر على حسابه الرسمي في “إنستغرام” صورة لابنتيه تعبيرا عن فرحته وفخره بهما، لكنه العديد من التعليقات “السافلة والمريضة”، حسب تعبيره، جرحته وجرحت ابنتيه.
وقال منير إن قدم بلاغا بالأمر، متوعدا المسيئين بأن “الأيام بيننا”، مضيفا أن هناك اهتماما من جانب النائب العام بموضوع التنمر.
وأضاف: “يجب وضع حد لهؤلاء المسيئين. لا نريد هؤلاء في حياتنا”.

سكاي نيوز

Exit mobile version