مؤتمر مانحين عبر المسافة
اتيحت لى الفرصة من خلال منصة المفاوضات ان أكون طرفا فى مؤتمر المانحين للسودان والذى عقد فى أوسلو عاصمة النرويج بعد تحضير إستمر أكثر من عام خلال التفاوض كنت طرفا فى لجانه وأمتد التحضير بعد توقيع السلام ومؤتمر أوسلو وقفت إلى جانبه امريكا وبريطانيا وهولندا والاتحاد الأوربي وتبنته النرويج وخرج بالتزامات أكثر بقليل من ثمانية مليار دولار فى خلال ست سنوات واستلم السودان منها بالفعل حوالى مليار دولار خلال السنوات الست نفذت بها مشروعات غالبها فى جنوب السودان.
وقد شاركت فى التحضير لمؤتمر الدوحة أيضا و قد خرج بالتزامات وقدرها ثلاثة مليار وستمائة مليون دولار التزمت منها حكومة السودان لدارفور بمليارين و قطر والمجتمع الدولى بالباقى وتحقق من ذلك مبلغ مليار ومائة مليون دولار شاركت حكومة السودان باربعة اخماسها وشاركت دولة قطر بالباقى وذلك أيضا خلال ستة اعوام.
واليوم جرى تنظيم مؤتمر للمانحين عبر الانترنيت نظمته برلين وأعلنت فيه التزامات جهات متعددة وقدرها مليار وثمنمائة مليون دولار على مدى سنوات ثلاث ولو أجرينا معامل القياس على اوسلو فان نسبة التنفيذ ستكون واحد الى سبعة ولو قسنا على الدوحة بعد خصم مساهمة حكومة السودان فان نسبة التنفيذ ستكون واحد الى عشرة ودعونا نتفاءل ونقول ان نسبة التنفيذ ستكون واحد ال ثلاثة على سنوات ثلاث بمعدل مائتى مليون دولار سنويا(200مليون دولار) مع العلم ان المشروعات جلها مشروعات تنمية ولا تشمل دعم الميزانية ولم يتحدث أحد عن إعفاء الديون..
فماذا يعنى ذلك إزاء الفجوة فى الميزان الخارجى وقدرها خمسة مليار دولار سنويا ولا نتحدث عن الفجوة الداخلية الممثلة فى عجز الميزانية وقدرها فى هذا العام لن يقل عن نصف الموازنة المجازة إن كانت الموازنة قد إجيزت بالفعل.
السودان فى معضلة إقتصادية حقيقية لن تحلها شماتة الشامتين من جهة ولا مراء ومكابرة المكابرين من جهة أخرى ..لكن ما من مشكلة إلا ولها حل ولو كان من قبيل الطريقة التى كان بها الحل ل(بلة)سيد الأسم.
د. أمين حسن عمر