سيد الطيب: على حكومة حمدوك قبل 30 يونيو ان تخاطب الناس وتوضح الحل اذا قبله الناس فبها والا عليهم الاستقالة

عندما خرج الشعب السوداني في مليونيات ليس لها مثيل خرجوا موحدين ضد عدو واحد (المجلس العسكري الانتقالي) في #30يونيو2019 واعادوا للثورة بريقها واعادوا توازن القوى وحطموا احلام الفلول الذين سارعوا بفك حساباتهم المصرفية المجمدة واتحاداتهم ونقاباتهم المحلولة عقب فض اعتصام القيادة العامة الذي اثلج صدورهم وظنوا انهم انتصروا ولم يدركوا ان الشارع سينهض بعد المجزرة ويحولها لملحمة ويزلزل الارض تحت اقدامهم.
بوحدة الهدف والخطاب والتضحيات انتصر الشعب السوداني لثورة ديسمبر المجيدة في كل مراحلها، فعندما تم فرز الخنادق بين خطاب تسقط بس وتقعد بس تعرى الجميع بين الداعمين لنظام المخلوع البشير والرافضين له، حاول وقتها اعلام النظام البائد ايجاد منطقه وسط ليحدث تداخل بين الخطابين ويجدوا مخرج لنظامهم فالكوز لا يعيش في الوضوح، اعدوا برامج تلفزيونيه ومؤتمرات صحيفة لاحزاب حوار الوثبة واصبح امثال الطاهر التوم يناشدوا يا جماعة خلونا نلقى مكان وسط ما ممكن يا تسقط بس يا تقعد بس، وظهرت مجموعة الملولحين بين تسقط وتقعد يهددون الناس بمصير سوريا والعراق اذا سقطت وضرورة الصبر ولم يجد خطابهم قبول في الشارع الثائر وسقطوا مع نظامهم وعادوا يبكوا باسم الثورة التى عادوها وحاولوا اخمادها في نفوس الناس ببث الاحباط وفي الشارع بالقتل والقمع والاعتقالات.
تداخل الخطاب الذي ظل يبحث عنه اعلام النظام البائد منذ ديسمبر 2018 إلى ابريل 2019 ولم يجد له مدخل حتى سقط، وجده للاسف بعد تشكيل حكومة حمدوك في سبتمبر 2019 حين بدت الصراعات من داخل قوى الحريه والتغيير
بدأ بالحديث حول تعديل الوثيقة الدستورية ووجود نسختين وتغييب كامل للشعب الذي لم يعرضوا عليه بنود الوثيقة حتى يعرف ما هو التعديل الذي تتصارع عليه النخب وانتهى جدل الوثيقة بإعلانها في الجريدة الرسمية، تواصل الصراع في الترشيحات لمجلس السيادة والوزراء واعلنت الحركات عدم تضمين اتفاق اديس ابابا في الوثيقة الدستورية وظهر مصطلح محاصصات حزبية علماً بان اعلان الحريه والتغيير لم يوقع عليه كل حزب على حدة وانما تشكل من تحالف تحالفات (قوى الاجماع الوطني، اعلان نداء السودان، تجمع المهنيين، التجمع الاتحادي، تجمع القوى المدنية) ثم اصبح تحالف التحالفات يشكي من (الشلة) وكما غيبوا الناس من صراعهم في الوثيقة غيبوهم ايضاً من معرفة اسماء (الشلة) التي يشكوا منها وكأنها محفل سري خاص بالنخبة.
سمموا الاجواء بصراعات لا يعلموها الا هم ،وكل منهم حاول اظهار انه على حق.
تشكلت الحكومة الانتقالية وأدت القسم يوم 08/سبتمبر/2019 وانطلقت المفاوضات في جوبا مع الجبهة الثورية امتنع عبدالواحد من الحضور وشارك عبدالعزيز الحلو ثم توقف، استمر مناوي وجبريل في التفاوض 9 أشهر، ظهر مسار الوسط التوم هجو ومسار الشرق ومسار الشمال منهم من وقع ومنهم من ينتظر.
توقف تشكيل الحكومات الولائية والبرلمان وضعفت الحكومة الاتحادية واستعاد الزواحف تنظيم انفسهم وانتقلوا لاستهداف لجان المقاومة بعد ضمانهم تشتت الحريه والتغيير ثم انعكس تداخل الخطاب الوطني المدافع عن الثورة والمنتقد للحكومة بغرض التقويم مع خطاب الفلول المستعجل اسقاطها قبل ان يخسروا كل شي اذا تحقق السلام.
اصبح المظهر العام لحكومة حمدوك: الكيزان يروها حكومة عملاء اعداء الدين حملة الجوازات الاجنبية ..الخ، بعض اليساريين يروها حكومة أجندة رأسمالية ارتهنت لروشتة صندوق النقد الدولي ومتماهية مع العسكر وذات توجه يميني، بعض احزاب اليمين تراها حكومة يسار ذات توجهات اشتراكية، بعض ثوار لجان المقاومة يروها حكومة مهادنة لم تحقق العدالة للشهداء. ثم انعكست هذه الصراعات على قفة الملاح وغلاء السلع وتردي الخدمات وشكوى اهلنا من زيادة ضيق العيش.
جميعهم يعلمون انها حكومة انتقالية في دولة منهارة ومسيطر على مفاصلها تنظيم سياسي عقائدي وعليها مديونية 60 مليار وتحتاج لسند شعبي وسياسي حقيقي في ظل تآمر اقليمي وابتزاز امريكي بقائمة الارهاب وفلول يكرهون بلدهم وشعبهم واصابهم جنون الفطام وعسكر يرون ضرورة سقوطها قبل اكمال الفترة الاولى والتسليم للمدنيين.

في ظل هذا الانقسام ظهرت موضة في النقد والثناء مع الوزراء تشبه حال منتخب السودان لكرة القدم، في منتخبنا الوطني المريخاب يشجعون لعيبتهم والهلالاب يشجعون لعيبتهم وكل منهم يسخر من اداء الاخر وظل على الدوام الخاسر منتخب السودان.

لا يمكن ان نراضي انفسنا بخطاب تصحيح مسار الثورة ومسار الحكومة، هل الحكومة لا تعلم اخفاقاتها وتقصيرها؟ فمسار الثورة واضح ومعروف للجميع وعلى حكومة حمدوك قبل #30يونيو ان تخرج وتخاطب الناس وتوضح روؤيتها للحل بتوقيت زمني إذا قبله الناس يتشاركون معه المسؤولية الوطنية التاريخية دون مزايدة وانتكالية واذا رفضوا عليه تقديم استقالة حكومته وافساح المجال للذين قالوا فترة انتقالية 4 سنوات لحل المشكلات الرئيسية ثم تناسوا ذلك وطلبوا حلول سريعة لازمة وطنية شاملة فقد يكون بينهم من لديه القدرة على بناء السودان في شهور أقل ويجنب شعبنا عناء الانتظار.

Said Eltayb

Exit mobile version