لا أتصور أن لدى أي سودانيٍ عاقل ذرة شكٍ في أن حكومة “حمدوك” التي تحكم السودان اليوم ومَن يرعاها من العساكر ، هي أفشل حكومة مرّت على السودان ، في كافة المجالات ، على مدى الثلاثين عاماً الماضية ، و أكرر (الثلاثين عاماً الماضية) ، لأن قُطعان الأسافير السارحة ليس عندها ما تجتره من عبارات سوى مقارنة هذا الفشل الذريع بما كان في ثلاثينية الإنقاذ مقارنةً بجحيم هذا القحط الجهنمي المقيم .
لقد تركت الإنقاذ الدولار في تخوم ال(80) جنيهاً ، و لم يبلغ ما بلغه إلاّ من صُنع مؤامرات مخابرات إقليمية مع قيادة جهاز الأمن ، سعياً لإكمال آخر حلقات مخططهم لإسقاط “البشير” ، ظناً غبياً أن البديل منهم و إليهم !! فإذا بهم يُفجعون بقحتٍ و نُكرانها !! و إنا عليهم من الشامتين .
اليوم تجاوز الدولار حسب مواقع سوق العملات بالشبكة العنكبوتية حاجز ال(150) جنيهاً !!!.
و بلغ التضخم – حسب نشرة الجهاز المركزي للإحصاء- في شهر مايو (114%) ، و هي نسبة تشير إلى مرحلة انهيار الاقتصاد ، مرحلة الخطر الداهم ، و سقوط الدولة المريع ، فماذا تفعل هذه الحكومة ، و ماذا فعل خبيرها الاقتصادي القادم من الأمم المتحدة “عبدالله حمدوك” طوال الشهور العشرة الماضية ؟!.
لم يفعل غير أن زاد الطين بلة ، و أغرق البلاد في بحر لجي من الأزمات المتناسلة بسوء إدارته ، وعجزه التام عن إنجاز أي شيء في أي شيء !! فيا له من خبير !!.
مات السودانيون متأثرين بأمراض مزمنة غير الكورونا بالمئات على مقاعد السيارات، خلال الأسابيع الماضية ، بينما كان أهاليهم يجولون بهم بين المستشفيات يبحثون عن طبيب و عن علاج ، فلا يجدون ، فالصحة في بلادنا يديرها ناشط سياسي بدرجة دكتور ، يقارن الكورونا (الصغيرونة) بعمر البشير !! ماذا كنا ننتظر غير الموت الجماعي الزؤام من حكومة الخبير بلا خبرة “عبدالله حمدوك “و الناشط “أكرم التوم” ؟! .
رفعوا الدعم عن المحروقات تماماً ، و صار جالون البنزين بسعر (126) جنيهاً ، بعد أن كان في عهد الإنقاذ ب(28) جنيهاً ، ورغم رفع الدعم عن البنزين و الجاز ، تنفيذاً لروشتة صندوق النقد الدولي و وصايا السفير البريطاني ، فإن حكومة الناشطين بمعاونة لجنة طوارئ إقتصادية عليا يرأسها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق “حميدتي” ، عجزت عن توفير الجاز و البنزين .. و وقود محطات الكهرباء التي عادت للقطوعات المبرمجة بكثافة .
و لأنهم عاجزون و فاشلون فإنهم يعمدون عبر لجنة الطوارئ الصحية التابعة لمجلس الأمن والدفاع ، إلى تمديد أسابيع الحظر و تعطيل الحياة الإقتصادية المعطلة أصلاً و قفل الأسواق تحت ستار مكافحة فيروس (كورونا) الذي بدأت دول العالم من حولنا تتعايش معه و ترفع الحظر و تعيد الحياة للناس في بلاد بلغت حالات الإصابة فيها عشرات الآلاف ، بل إن أقرب دولة لنا و هي “مصر” ذات ال(100) مليون نسمة و (48) ألف حالة إصابة مؤكدة بالفيروس ، يبدأ الحظر فيها الساعة التاسعة ليلاً !.
إنهم عاجزون عن حكم بلادنا عجزاً مخجلاً .. مقلقاً و مُفزعاً ، فلماذا يبقون إذن على مقاعدهم شهراً آخراً ؟؟ بأي شرعية ؟؟!
شرعية الشعب الذي انتفض على نظام سابق يوم أن بلغ الدولار ثمانين جنيهاً ؟ شرعية الشعب الذي خرج ثائراً بسبب الغلاء ، فإذا به اليوم يواجه الموت و العدم ؟؟.
شرعية الشعب الذي ثار عندما وصل رطل اللبن سعر (15) جنيهاً ، فإذا بسعره بعد عام الثورة (40) جنيهاً ؟؟
إنهم فاشلون و لا نقاش .. فاشلون ومن يغالط في هذه الحقيقة هو أهوجٌ و متهور ، و شعبنا ما عاد ليُسلِم قِياده للمتهورين .
يجب أن تذهب هذه الحكومة بحمدوكها الذي (سيعبر و ينتصر) في خياله ، ولن يذرف عليها الشرفاء من أهل هذا البلد الطيب، دمعةً واحدة .
الهندي عزالدين
المجهر