هل يصلح الفريق دقلو ما افسدته رب رب رب ؟
وقائع فشل معلن للمرة المليون:
هناك تاريخ طويل يمتد أربعة عقود حاولت فيه الحكومات المتعاقبة محاربة تجارة العملة بالإجراءات الأمنية والقانونية وصلت الذروة بتنفيذ أحكام اعدام بسبب حيازة مبالغ ضئيلة من العملات الأجنبية. كما هو معروف فقد باءت كل تلك المحاولات بالفشل حتى حينما تبنتها أنظمة باطشة مثل مايو والانقاذ . ورغم كل هذه المحاولات الأمنية علي مدي أربعين عاما واصل سعر الصرف في الانهيار حتى بلغت نسبة الانهيار حوالي 5 مليون ونصف في المائة منذ بداية ثمانينات القرن السابق .
وقد كان سبب فشل السياسات الأمنية كبديل للسياسية النقدية واحدا في كل الحقب وهو ان تشديد القبضة الأمنية يؤدي الِي شح في العملات الأجنبية وبالتالي الِي شح في السلع المستوردة مما يضطر الحكومة الِي التراجع تحت ضغط الندرة والغضب السياسي الناجم. يفاقم الفشل حقيقة ان اكبر مصدر للعملات الأجنبية هو تحويلات المغتربين وهذا يعني ان تجارة العملة يمكن ان تتم في مدن الخليج ومدن الشتات السوداني في أوروبا وامريكا وهذه الاسواق بعيدة عن سيطرة المباحث السودانية وسوف تظل خارج نطاق العصا الدقلوية.
أذا كان هو حكم التاريخ فما الذي يجعل اللجنة الاقتصادية تجرب المجرب للمرة المليون؟ الا يقرأ هؤلاء تاريخ الاقتصاد الذي يديرونه؟ وان كانوا لا يقرأون التاريخ, الم يلاحظوا في سياحتهم الخارجية ان استقرار سعر العملة لا يهدده وجود السماسرة والصرافات وانما يعتمد كليا علي حزمة السياسات المالية والنقدية التي تتبناها الحكومة؟
هذه الحكومة مجنونة , تصنع في المشاكل رب رب وتطلب من وزراء اخرين التصدي للمشاكل الناجمة من رب رب , فتطلب من مدني لجم جماح اسعار السلع الهامة , وتطلب من اكرم حل مشكلة الدواء والان تطلب من دقلو حل مشكلة سعر الصرف استنادا علي هرواته الغليظة ولكن قريبا سيكتشف الفريق أيضا ان قوي السوق اقوي من عنترياته.
د. معتصم الأقرع