– بالطبع لا أحد يهتم بالقيمة الاسمية للدخل. أيضا الأسعار في حد ذاتها لا تقول أي شيء عن مستويات المعيشة. يتم قياس الرفاهية عن طريق مقارنة الدخل الاسمي بالأسعار. يمكن استخدام المتغيرين الاثنين معًا لحساب مؤشر دخل حقيقي يمكن استخدامه لمتابعة تغيرات القدرة الشرائية لدخلك ، أي القيمة الحقيقية لدخلك ، وليس قيمته الورقية.
– في عام 2019 ، بلغ معدل التضخم 82 في المائة. وهذا يعني أنك خسرت 45 بالمائة من قيمة دخلك الحقيقي بين يناير وديسمبر 2019.
– وفقا لأحدث إصدارات الجهاز المركزي للإحصاء ، بلغ معدل التضخم السنوي في مايو 2020 نسبة 114 في المئة. من المرجح أن يرتفع هذا المعدل من الان الي نهاية ديسمبر. ولكن دعونا نفترض أن معدل التضخم لعام 2020 سيبقى عند نسبة 114 بالمائة ، وهو افتراض محافظ للغاية ومتسامح مع الحكومة .
– يعني مستوى 114 في المئة من التضخم أنك في عام 2020 ستفقد 53 في المائة مما تبقى من دخلك الحقيقي (أي اكثر من نصف ما تبقي من دخلك بعد الخسارة التي تكبدتها في عام 2019) .
– أين تبخر دخلك الحقيقي؟ اين ذهبت قوته الشرائية؟ لقد استولت عليها الحكومة.
– كيف؟ عن طريق طباعة النقود لتمويل صرفها المجنون.
– طباعة النقود في الواقع هي ضريبة غير معلنة تدفعها انت كمعادل لانحسار القوة الشرائية لدخلك.
– كل هذا التضخم يحدث بسبب طباعة الحكومة للنقود. وما لوم جشع التجار إلا حيلة للتنصل من المسؤولية.
– محاربة ضريبة التضخم تبدا بـالضغط على الحكومة لفطامها من استسهال صناعة المال بالطباعة فهذا أجدي من لعن التجار وهم في معظم الحال, ان لم يكن كله, فئة منتجة وهامة في المجتمع تقدم خدمات لا غني عنها ولا يمكن مقارنتهم كفئة بطفيلية الدولة. المشكلة هي طفيلية الدولة وليس جشع التجار.
– لاحظ أن ضريبة التضخم التي تدفعها تأتي إضافة الِي جميع الضرائب الأخرى التي تثقل كاهلك مثل ضريبة القيمة المضافة ، ضريبة الدخل ، ضريبة الأملاك ، الرسوم على الخدمات الحكومية المختلفة ، التعريفة الجمركية وغر ذلك من الإتاوات التي لا تقابلها خدمات يعتد بها .
– ما سبق يعني اننا بلينا بـحكومة جبائية بإفراط تثقل موطنها بضرائب باهظة راتبة رب رب بها تستولي علي معظم الدخل الذي ينتجه المواطن بمختلف الوسائل ، وأهمها ضريبة التضخم .
– عندما يشكو المسؤولون الحكوميون بشكل صحيح من انخفاض العائد الضريبي الذي يبلغ حوالي 6 إلى 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي ، يجب تذكيرهم بضريبة التضخم التي تضع الدولة في خانة الدولة الجبائية المعروف عنها انها اكثر أعداء التنمية شراسة كما تم شرحه من قبل دارون أسيموغلو وجيمس روبنسون في كتابهما الهام “كيف تفشل الأمم”.
د. معتصم الأقرع