ظللنا نحذر مرارا من مخططات عصابات الكيزان خاصة الاقتصادية منها و التي تعمل علي تجفيف الاسواق من السلع الغذائية الأساسية بالاخفاء عن طريق شراءها ومن ثم تخزينها او اتلافها
وعقب استيلاء الجبهة القومية الاسلامية للحكم عن طريق انقلاب المخلوع البشير شرعوا في انتهاج اسلوب اقتصادي جديد وهو التمكين الاقتصادي بحيث تسيطر عناصر الحركة الاسلامية علي كل السلع الأساسية بالاسواق المحلية والاستيراد وتكون عصابة الكيزان هي الوكيل الحصري عبر وكلاء يدينون لهم بالولاء لتشمل حتي قطاع الاسبيرات والدقيق وكل شي قد يفيد المواطن في حياته اليومية.
وبالرغم تناولنا لتلك النقاط في عدد من المقالات ولكن بكل اسف لم تجد تلك الرسائل اذن صاغية من قبل قوي اعلان الحرية والتغير وحكومة السيد حمدوك فقد كنت اتوقع منهم محاربة الكيزان بنفس اسلوبهم وذلك بانشاء سوق موازي باحتكار استيراد المواد الغذائية الأساسية وقطع الاسبيرات للسيارات ورفع الجمارك عنها لفترة ثلاثه سنوات مع التركيز علي القطاع الزراعي الفئوي بتوزيع مزارع واراضي الكيزان علي الفقراء في المدن والقرى بواقع فدان زراعي لكل اسرة مع اعادة فتح مصنع البان حلة كوكو من جديد بمثل ما اعيد تشغيل مصنع البان بابنوسة غربي البلاد وفرض مضايقات علي الشركات التي تتلاعب بقوت الشعب وذلك بالمصادرة في حال عدم الالتزام بتحسين اجور العمال فيها وكسر شوكة راس المالية الطفيلية الانتهازية وتاجيل مايعرف بالعدالة الانتقالية والاعتماد علي الشرعية الثورية وذلك بانشاء محاكم ثورية تكون احكامها غير قابلة للمراجعة مثال ان يحضر اربعة شهود ويقومون باداء القسم امام رئيس المحكمة الثورية والافادة بان زيد من الناس كان قبل الانقاذ لايملك من حطام الدنيا شي بعدها لن يجد رئيس المحكمة الثورية مناص من مصادرة املاك ذلك الشخص لصالح الدولة.
دون الخوض في الاجراءات القانونية المعقدة التي تضيع الوقت الذي نحن في امس الحوجة اليه لبسط هيبة الدولة والاهتمام بقوت الشعب. خاصة سلعة الخبز وذلك لمعرفة سبب عدم توفرها بالرغم من قيام الدولة بجلب الدقيق علي حسابها وتقديم الدعم له وفي راي الشخصي بان تتولي القوات المسلحة ولجان المقاومة عملية انتاج الخبز في مخابز كبري.
لضمان عدم التلاعب به وجعل العشر قطع من الخبز بواحد جنية فقط. فالشعب الان يعاني خاصة في ظل في فرض حظر التجول لولاية الخرطوم اقترح توزيع الخبز بالمجان علي الاسر الفقيرة لسد اي ثغرة يمكن ان تفيد الكيزان المندسين
نعم يتطلب الوضع ديكتورية ناعمه ان فترة الثلاثين سنة الماضية جعلت من بعض التجار لايعرفوا الا الكسب المادي السريع ولو علي حساب المواطن وعدم الشفقة عليه وهنا يجب علي الحكومة حماية المواطن الغلبان منهم فالثورة قامت في الاساس بسبب عدم توفر الخبز وكانت الشرارة في مدينة. الحديد والنار عطبرة الصمود يجب ان لا تنشغل حكومة السيد حمدوك عن ملف الطعام الذي بات يمثل هم لمعظم الاسر السودانية.
بالبرغم من مرور عام من سقوط الكيزان الا ان الوضع الاقتصادي لم يتحسن بل زاد الأمر سوءا بارتفاع جنوني للمواد الغذائية الأساسية فالساكت عن الحق شيطان أخرس نعم نحن مع السيد حمدوك وحبنا له نابع من شخصية المحترمة ومن قبل قلنا الجوع ولا الكيزان ولكن هناك كبار السن والمرضي والاطفال لن يتحملوا اكثر من ذلك هل تعلم يا سيدي رئيس الوزراء بان صفوف الخبز باتت تشكل مهدد امني وعبث بحياة الناس فكثير ما يتشاجر بعض المواطنين في تلك الصفوف لاجل الظفر ببعض الخبز واحيانا يتطور الامر الي اشهار السلاح الابيض وكم راحت ارواح عزيزة في تلك المشاكل التي ما كانت لتحدث لو قامت الدولة بضبط عملية.
توزيع الدقيق والاشراف بواسطة قوات مسلحة او شرطية علي عملية انتاج الخبز في مخابز كبيرة تغطي مدن العاصمة وبقية مدن البلاد وذلك باستجلاب مخابز متطورة من المانيا سيدي رئيس الوزراء لماذا لا نستفيد من الثروة السمكية في البحر والنهر اوالاستفادة من قدارت وحدات القوات البحرية علي سواحل البحر الأحمر وقوات سلاح المهندسين والدفاع المدني لتدريب الشباب علي عملية صيد الاسماك بالتالي غمر الاسواق بكميات ضخمة من الاسماك لتسد الفجوة الغذائية التي باتت تتسع كل يوم.
سيدي رئيس الوزراء لقد شاهدت عبر التلفاز مشروع يتبع للملكة العربية السعودية اسمه الوطنية لتربية الدواجن واطرح سوال ماذا اذا تم انشاء مشروع مثل هذا لكل مدينة سودانية ضمن مشاريع الامن الغذائي الداخلي مع تربية مواشي خاصة بالمدن فقط غير تلك التي تصدر الي الخارج وكذلك تشجيع المشاريع الزراعية في كل انحاء الوطن بحيث كل من يرغب ولا يملك ارض زراعية ما عليه الا دفع مبلغ الف جنيه فقط الي البنك الزراعي.
ليمنح ارض زراعية لفترة عام ليزرع فيها خضار ويربي فيها ماتيسر له من اغنام تدر عليه حليب وفراخ وبيض لتسد حوجته اسرته ومن ثم يستفاد من الفائض في دعم الاسواق الداخلية ويصدر المتبقي الي الخارج خاصة في ظل انشغال دول العالم بجانحة كورونا بلاشك سوف نحتل مرتبة متقدمة في تصدير الاسماك والفراخ والبيض والخضروات والزيوت النباتية اضافة الي انتاجنا من القطن والصمغ العربي والسمم وغيرها من المحاصيل الزراعية عندها سوف ترتفع العملة الوطنية ويكون الجنية السوداني في وضع ممتاز مع حوسبة كل التعاملات المالية لتكون عبر البورصة واجبار الناس علي تقليل تداول الاوراق المالية وقيام بنك السودان بطرح اسهم تكون في متناول الجميع بحيث يستطيع اقل مواطن من شراء سهم ليكون عون له في نوائب الدهر ويساهم في دفع عجلة التنمية بالبلاد ولكن كل تلك الخطط تحتاج الي التنازل عن المثالية الزائده لبعض الثوار فالمعركة مع الكيزان لم تضع اوزراها بعد فالعدو لازال يتربص بالثورة وفي انتظار ساعة الصفر للاجهاز عليها ليس عن طريق انقلاب عسكري كلاسيكي بل انما بتنفير الناس عن حكومة الثورة واستغلال الضائقة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب بالتالي يسهل لهم استغلال الظروف وحشد اكبر عدد من المواطنين الصادقين الذين يعانون من شظف العيش لاجل اسقاط حكومة السيد حمدوك لا تزال الكرة في ملعب الحكومة الانتقالية لسد الثغرة الاقتصادية والاعتماد علي افكار الثوار وان كانت بسيطة في نظر خبراء الاقتصاد الا انها كبيرة في نظر الشعب الثائر الذيزهو حريص علي عدم فشل الفترة الانتقالية التي اتت ممهورة بدماء الشهداء وعرق الثوار وكما كان لي شرف المشاركة في صنع الاعتصام في ساحة القيادة العامه فلن ابخل بكل راي قد يفيد الوطن.
علاء الدين محمد ابكر
صحيفة التيار