الحقيقة الواضحة الملموسة غير المنكورة أن هناك غلاء طاحن وإضطراب في الأسواق وأزمة متصاعدة في الدواء وأزمة متأرجحة في الخبز والمواد البترولية ، بوادر فشل للموسم الزراعي بسبب تأخر التحضيرات وعدم توفر المدخلات والتمويل .
تضخم غير مسبوق وبنوك على شفا الإفلاس ودولار متصاعد ومتوقع قفزه قفزاً متى عادت الأسواق والتجارة لوضعها الطبيعي حيث لا إنتاج بل لجوء مخيف لسياسة (رب رب رب) .. ذلك برغم جهود الجنرال حميدتي وتمويله لشراء سلع وخدمات ضرورية للمواطن .
الحكومة ، وبدلاً عن الإهتمام بوضع وتنفيد خطط إسعافية مدروسة ومحسوبة والتوقف عن الأساليب والتصرفات المغذية للتضخم والغلاء ، فإنها مشغولة الى حد كبير بقضايا سياسية وإنصرافية والإعلان المتكرر عن تلقي منح ومساعدات وإعانات دون أن ينعكس ذلك على أحوال الناس ! وكأنه ذلك محض مخدرات لشراء الوقت وتشتيت الأذهان !.
لو كانت الحكومة قد شُكلت من توكنوقراط معتقين وكفاءات حقيقة وانصرفت للمهام الإنتقالية الحقيقية وما يتصل بمعاناة ومعاش الناس ، ووفرت طاقاتها المهدرة في التشفي والإنتقام والتبخيس والتمكين لكوادر حزبية بائسة لا علاقة لها بالشباب ، لو فعلت ذلك لنجحت كثيرا في العبور وتقديم نموذج مُشرِّف يُحتذى .
ليتهم يستدركوا ويصححوا المسير ويوقفوا خاصية (الرفض التلقائي) لكل نُصح يأتيهم طالما لم يأتِ من موالٍ لهم ، ويا لنصيحة اليوم بفلوس وغداً ببلاش !.
Mohammad Tabidi