سألنى بعض شباب الإسلاميين سؤالا حزنت له .قالوا من هو عثمان خالد مضوى ؟ ذلك ان السؤال أظهر كم نحن مقصرون فى التعريف بقادتنا لأجيال جديدة. لعله تقصير لم يفت أوان إستدراكه.
أما مولانا عثمان خالد مضوي فينحدر من أرومة الشيخ إدريس الارباب رجل العيلفون الأشهر الذى يتصل بالشيخ حمد ودأم مريوم رجل بحرى المعلوم من خلال والدته.وجد مولانا هو الشيخ مضوى. والشيخ مضوي درس بالأزهر حتى نال الدرجة العالمية وصار من علماء الأزهر وله مجلس علمه الذى يغشاه الناس وهو من علماء رواق السنارية المشهور بالازهر الشريف وقد ناصر المهدى وقيل انه هو من عرف الانصار على غردون عند مقتله فى شارع النيل وهو يولى هاربا وليس كما تصوره الرواية البريطانية واقفا متحديا فى سلم السراى وذلك لانه يعرف صورته وكان هو قائد جيوش شرق النيل جاء بقواته من منطقة العيلفون عبر النيل واقتحموا السراي .وجده من أمه هو المحسن الأمين عبد الرحمن وهو من بنى مسجد الأمين عبد الرحمن فى الركابية بأم درمان وكان سرالتجار بام درمان وكان من أثرى تجار ام درمان وقتذاك وأما والده
الشيخ خالد فهو من رواد التعليم فى السودان
وأشقاء مولانا هم الأديب ابوبكر خالد
والأستاذ المربي عمر خالد والاقتصادي محمد خالد و الأستاذ علي خالد
و هم أبناء اخت ريئس القضاء الأسبق مولانا فواد الامين ومدير جامعة السودان الاسبق دكتور احمد الامين عبدالرحمن ودكتور عمر الامين عبد الرحمن.وقد ولد مولانا عثمان فى عام ١٩٣٨ وتخرج فى جامعة الخرطوم فى كلية القانون فى العام ١٩٦٢ وعمل بالسلك القضائى ولكنه فصل بسبب إختصام مع أحد أعضاء مجلس الثورة آنذاك. وبعد فصله ذهب لسويسرا حيث عمل مع الداعية الاسلامى الكبير سعيد رمضان فى مركزه الاسلامى بجنيف وشارك فى إصدار مجلة( المسلمون) التى ينشرها المركز .وعاد عثمان لتولى أهم المهام بعد الانقلاب الاحمر فى ١٩٦٩لذى قاده المشير الراحل جعفر نميرى مع الشيوعيين والقوميين العرب قبل إختلافه مع الشيوعيين وطرده لضباطهم فى ١٦ نوفمبر ١٩۷۰. وتكونت الجبهة الوطنية على ركائز ثلاث هى حزب الأمة والحزب الاتحادى الديموقراطى وجبهة الميثاق الإسلامى. وكان رئيس الجبهة بالخارج الشريف حسين الهندى وأمينها العام هو مولانا عثمان خالد مضوى ونائب رئيسها الدكتور الراحل عمر نور الدائم وكان من قادتها أحمد عبد الرحمن ومهدى ابراهيم .وقد نظمت الجبهة معارضة سياسية وعسكرية شرسة ضد نظام المرحوم المشير جعفر نميرى حتى انتهى الامر بالمصالحة المشهورة فى منتصف العام ۷۷
بدأ جهاد عثمان من إثيوبيا فى الأشهر الاولى ثم انتقل إلي صحاري ليبيا، فى الكفرة و العوينات، علي الحدود السودانية.
لم يكن عثمان راضيا بشروط المصالحة ولكنه أذعن لقرار الشورى كارها ولكنه رفض المشاركة فى نظام مايو وأنصرف لتطوير اعماله التجارية فى قطاعات متنوعة وخاصة فى قطاع النقل البرى. وفى انتخابات العام ١٩٨٦ أنتخب عثمان نائبا من نواب الجبهة الاسلامية القومية فكان من نجوم الجمعية التأسيسية وكان احد مرشحى الجبهة لرئاسة الجمعية عند مشاركتها فى حكومة الوفاق الوطنى فى العام ١٩٨٨ لرئاسة الجمعية التأسيسية ولكن المرحوم محمد يوسف محمد هو من تولى المنصب بدفع قوى من مولانا عثمان. بعد العام ١٩٨٩ كان عثمان مشاركا على الصعيد السياسى رافصا تولى أى منصب عام وتفرغ لأعماله الحرة. وكان آخر ظهور له فى الاعلام هو لقاؤه مع السيد لصادق المهدى مع السيد أحمد عبد الرحمن بخصوص منع منظمة الدعوة الاسلامية من العمل فى السودان ومصادرة املاكها فيه.رحم الله مولانا عثمان وجزاه بفضله وبرحمته أوفى ما يجزى الصادقين من عباده ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
د.أمين حسن عمر