لم يشهد الجيش الشعبي منذ قيامه وحمله للسلاح تعديلات حقيقية في قيادته، حيث ظل د.جون قرنق قائداً للجيش الشعبي حتى دخوله عبر بوابة نيفاشا، غير انه اصدر بعض المراسيم من داخل القصر الجمهوري اجرى بموجبها تعديلات في قيادة الجيش الشعبي، لكنها لم تطبق بعد رحيله، وبعد احتراق طائرة وزير الجيش الشعبي مؤخرا اقتضت الضرورة اجراء تعديلات هيكلية في هيئة القيادة تولى بموجبها نيال دينق نيال وزارة الجيش الشعبي لتواجهه تحديات عديدة من بينها تنظيم وتدريب وتحديث الجيش، وتحديات تنفيذ اتفاقية السلام. ومن ضمن التغييرات التي شهدتها قيادة الجيش الشعبي تعيين الفريق جيمس هوث قائداً جديداً للجيش الشعبي ورئيس اركانه (الرأي العام) التقت هوث عقب عودته من ليبيا ضمن وفد النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق سلفاكير ميارديت.. ولم يبخل الرجل باجابات واضحة وصريحة وأحياناً جريئة حول الملفات الامنية بالجنوب.
———————————————————————————————
* من اين بدأتم بعد تسلمكم لمهام رئاسة هيئة اركان الجيش الشعبي؟
– انا كنت جزءا من القيادة وواصلت من آخر نقطة توقف بها الفريق اوياي دينق وحتى الآن ليس هناك جديد يذكر.
* ما هي اهم اولويات المرحلة المقبلة؟
– نعمل جاهدين في خلال هذه المرحلة لتنظيم الجيش بصورة اكبر بالاضافة للتسليح والتدريب كما يحدث للجيوش في كل العالم.
* رغم أن الحركة الشعبية تحولت لحزب سياسي، وهي شريكة في الحكم إلا ان الجيش الشعبي ما زال متهما بالتعامل بعقلية الغابة؟
– الذين يتحدثون مثل هذه الاحاديث عليهم ان يذهبوا الى الجنوب لكي يروا باعينهم ماوصل اليه الجيش الشعبي من تنظيم وتدريب، وهؤلاء يسمعون فقط ولا يشاهدون الحقائق على ارض الواقع.
* كثر الحديث مؤخرا عن اتهامات للجيش بتسريب الاسلحة للمواطنين سواء عبر البيع أو الدعم المباشر؟
– هذا الحديث غير حقيقي وهناك حالتان الاولى عندما جاءت اتفاقية السلام هناك العديد منهم تركوا الحرب وكانوا غير مقتنعين بوضع السلاح ورافضين لاي مقترح سوى الجيش الشعبي وكثير منهم رجع بسلاحه، اما الحالة الثانية فهناك عناصر من جهات اخرى تقوم بتمويل المواطنين بالاسلحة والذخائر، بالاضافة لجيش الرب الذي اسهم في دخول الاسلحة للجنوب، لذلك الجيش الشعبي ليس هو الذي جاء بالاسلحة للمواطنين، لان هناك اسلحة تتواجد بايدي المواطنين منذ زمن الحرب.
* التعديلات الوزارية التي تمت أخيراً في صفوف الجيش الشعبي اثارت جدلاً كبيراً، خاصة وان هناك قيادات كبيرة وقديمة ولها تأثيرها في الجيش، وهنالك اتهامات بالفساد ظلت تلاحق عدداً من قيادات الجيش الشعبي.. ما مدى صحة هذه الاتهامات؟
– اولاً التعديل الوزاري الذي تم كان بمثابة اجراء عادي وتنظيم داخل الجيش الشعبي، وإلا لما عينت انا رئيساً لهيئة الاركان، ولذلك لم توجه اية تهمة فساد لاي احد من قادة الجيش الشعبي، بالاضافة لقانون الجيش الذي اجيز من قبل البرلمان والذي يسمح بالتغيير كل »4« سنوات.
* البعض يتحدث عن وصولك لهذا المنصب عبر التوازنات القبلية؟
– اولاً انا نويري من النوير ، ولكني بعيد كل البعد عن القبيلة، ولا اعترف بها واعمل لمصلحة البلد وليس للقبيلة.. وليس للقبيلة مكان في الجيش الشعبي، وكان قادة الجيش الشعبي يعملون على القضاء على اي تفكير قبلي في الجيش بدليل ان هناك قادة يعملون في مناطق غير مناطقهم. ثانياً المفهوم العام للناس والحديث عن القبلية ليست قضية الجيش الشعبي وانما في اماكن اخرى بعيدة عنه.
* هل تمت احالة بعض ضباط الجيش الشعبي للمعاش في التعديلات الاخيرة؟
– اولاً نحن في الجيش ليس لدينا معاش لان حكومة الجنوب ناشئة ولا تستطيع في الوقت الراهن توفير اي معاشات لاية شريحة، لكن بدأنا في تجهيزات قانون المعاشات وهو الآن امام البرلمان في الجنوب لاجازته وحكومة الجنوب الآن تعمل جاهدة لجمع اموال حتى تستطيع توفير استحقاقات المعاشيين واعطاء كل ذي حق حقه. والامر الثاني أننا بدأنا التسريح ونزع السلاح واعادة الدمج، ولدينا اعداد كفاية من كبار السن والمعوقين وسنبدأ بهم بالتعاون مع الامم المتحدة وتعتبر هذه هي الشريحة الاهم لاخذ حقها كاملاً.
* باعتباركم جيشاً شعبياً في حكومة الجنوب، ما هي الضوابط التي اتخذتمونها لمنع تسريب الاسلحة للمواطنين هناك؟
– هناك قرار في طريقه للتنفيذ لجمع السلاح من المواطنين بطرق سلمية تقوم به حكومة الجنوب، وستعمل بطرق اخرى للجمع تجنبا لاي احتكاكات مباشرة أو اعمال عنف.
* السيد الفريق تحدثتم كثيراً في حكومة الجنوب عن جمع الاسلحة من المواطنين دون فعل، وحتى الآن ليس هناك عمل جاد في جمع الاسلحة، ولم يتم ذلك بصورة كبيرة، ما الذي يعيق ذلك؟
– نعم، نحن لم نقم بعملية الجمع لان هناك عوامل كثيرة تعيق العمل منها عوامل طبيعية، والجانب الآخر هو الكيفية التي ينزع بها السلاح من المواطن، ولذلك نحن الآن نعمل مع الاجهزة الشرطية والامنية وجزء من الجيش لتقوم بعملية التنفيذ.
* نعود لموضوع قبلية الجيش الشعبي فهو لايزال متهما بالقبلية بدليل امثلة عديدة وقعت في بعض المدن، فعادة ما يعود الجيش الشعبي الى قبيلته المعنية في حال وقوع مشاكل قبلية؟
– هذا الحديث غير موفق لان الجيش الشعبي متماسك، وهو جيش قومي وولاؤه للقيادة وليس للمنطقة أو القبيلة، وخير دليل على ذلك وجود ابناء النوير في اقصى بحر الغزال وكذلك ابناء الدينكا والنوير والشلك في اقصى اعالي النيل وهكذا.
* هناك عناصر من الجيش الشعبي مسؤولة الى حد كبير عن الاحتكاكات التي تقع في المدن خاصة جوبا، إلى جانب الاحتكاكات بين الجيش الشعبي والشرطة.. كيف تنظرون لذلك؟
– هذه ليست احتكاكات منسوبة لاسس قبلية وانما اشخاص منسوبون للشرطة والجيش الشعبي، وكذلك مواطنون من مدن مختلفة بالجنوب يتواجدون بجوبا، نحن نقر بانها مشاجرات على مستوى افراد، لكن لا توجد اية احتكاكات على مستوى وحدات، وهي مشاجرات عادية.
* هناك تفلتات امنية وظواهر نهب مستمر من الجيش الشعبي بمدينة جوبا وعبر عنها النائب الاول سلفاكير ميارديت قبل ذلك، ماذا فعلتم للحد منها، خاصة وان الظاهرة مازالت مستمرة، واصبحت تؤثر على امن واستقرار المواطن؟.. هل هي عدم انضباط ام حاجة للمال؟
– هذه ظواهر اجرام وليس الجيش الشعبي وانت تعلمين ان كل الجنوب يرتدي الزي العسكري ولدينا اكثر من (5) آلاف من الجيش السوداني تم تسريحه وكذلك مواطنين كانوا ينتمون للدفاع الشعبي وآخرين وكل هذا العدد مازال يرتدي الزي العسكري ومنهم من يقوم بنهب الاشخاص والسرقة الليلية وهذه جرائم عادية كما تحدث في الخرطوم، ونحن في حكومة الجنوب وضعنا ضوابط صارمة للحد من هذه الجرائم واجرينا احصائية منذ شهر مايو والى الآن وانخفضت هذه الظواهر بصورة كبيرة، وحكومة الجنوب تعمل جاهدة لتوفير الامن والاستقرار للمواطنين بالجنوب.
* الى اي مدى وصل الخبراء في تدريب وتحديث الجيش الشعبي؟
– نحن لدينا اناس مؤهلون يقومون بالتحديث والتدريب ووصلنا لمرحلة ان يكون الجيش جيشاً ويمكن وصفها (بدرجة ما بطالة).
* لكن هناك خبراء اجانب وشركة امريكية تحديداً تؤهل وتدرب وتقوم بتحديث الجيش الشعبي، وهناك ايضاً من يقول بان مظاهر التأهيل والتحديث لم تظهر بعد على الجيش؟
– ليس هناك اي امريكان أو اجانب يدربون الجيش الشعبي لان الجيش لديه (تعلمجية) مؤهلون ومدربون اكفاء لهذه المهمة. والذين يقولون بان التدريب والتأهيل لم يظهر على الجيش نطالبهم بكيفية الظهور حتى نظهره لهم، (كيف ما ظهر، الناس البيقولو ديل عايزين جيش شعبي يدق الناس في الشارع ولا شنو؟).
* الى اي مدى زمني تتأخر المرتبات الخاصة بقوات الجيش الشعبي، ولماذا يقود تأخيرها دائما الى ما يشبه التمرد، أليس هذا عدم انضباط؟
– الآن انتهت ظاهرة تأخر المرتبات وكل الجيش الشعبي بحكومة الجنوب تم صرف مرتباته وآخر مرتبات تم صرفها مرتب شهر مايو، واسباب تأخيرها تعود لتأخر الاموال من الخرطوم، والآن تمت معالجتها.
* هناك اتهام مباشر بان الجنوب تقوده استخبارات الجيش الشعبي؟
– نحن نستنكر هذا الحديث، وليس صحيح تماماً، ولدينا في حكومة الجنوب اجهزة امنية وقانونية مختصة تؤدي مهامها على اكمل وجه، واستخبارات الجيش ليست معنية بشئون الجنوب وانما في مجال اختصاصها فقط والذين يقولون مثل هذه الاحاديث يريدون تشويه صورة الجنوب.
* الفريق سلفاكير ميارديت قال إن الجيش في حالة تأهب واستعداد، ماهو حجم الخطر والتهديد بالنسبة لكم، والى اية مرحلة من مراحل التأهب وصل الجيش؟
– حديث الفريق سلفاكير فسر بصورة خاطئة من قبل وكالات الانباء، هو قال ان الجيش الشعبي على استعداد للردع ولن يسمح لكل من يقوم بتخريب اتفاقية السلام والدستور، وكذلك خاطب كل الجنوبيين الذين يحملون السلاح بان يقوموا بجمع الاسلحة حتى لا يضطر لتدخل الجيش الشعبي، والامر الآخر الذي ذكره ايضاً أنه لو كان هناك خطر على الشمال فالجيش الشعبي مستعد للدفاع عنه لانه جزء من الجيش السوداني.
* د.لام اكول وزير الخارجية السابق ورئيس حزب الحركة من اجل التغيير لديه جيش داخل الجيش الشعبي وهو الفصيل المتحد الذي انضم للجيش الشعبي بانضمامه الاخير للحركة الشعبية، هل يستدعي ذلك (فرز كيمان) وهل هناك اي ضمانات بألا تحدث اية احتكاكات؟
– اولاً ليس للام اكول اي جيش داخل الجيش الشعبي، وعندما انضم جيشه للجيش العام 2003م تم تذويبه داخل الجيش الشعبي، وليس لدينا اية مسميات داخل الجيش الشعبي، وليس هناك ما يسمى بقوات لام اكول، وليست لدينا اية انشقاقات داخل الجيش الشعبي.
* ولكن د. لام اكول قام بشق الحركة الشعبية وتكوين حزب بنفس اسم الحركة الشعبية، التغيير الديمقراطي؟
– د.لام اكول من حقه ان يكون ويسجل احزاباً متى اراد ذلك، ولديه حق ان يتحدث وفق مايريد، ولن يحجر احد على رأيه، ولكن لا نقبل بان يتحدث عن الجيش الشعبي، ولن ندعه يدخل الجنوب بأي سلاح، ولن نسمح له بذلك حتى لو كان «مسدس».
* هناك حديث عن اعتقالات تمت لضباط في الجيش الشعبي يتبعون لدكتور لام اكول؟
– هذا حديث عار من الصحة وكما ذكرت لك من قبل ليس له اية قوات داخل الجيش الشعبي.
المصدر: صحيفة الراي العام