قال الشاعر السوداني ياسر البيلي إنه سعيد جدا باختيار الفنان العراقي كاظم الساهر لأحد نصوصه الغنائية لأدائها ضمن ألبومه الجديد، المزمع إصداره في الفترة المقبلة.
وكان الساهر قد ظهر في مقطع فيديو من ضمن حفلة له على “يوتيوب”، معلناً لجمهوره اختيار نص “تاريخ ميلادي” من كلمات الشاعر ياسر البيلي، قبل أن يؤدي الأغنية على آلة العود، تمهيداً لإكمالها موسيقياً. وهو ما أشاع حالة من الاحتفاء وسط السودانيين، لشح وندرة اهتمام المغنين العرب بالإصدار الشعري العربي في بلادهم، أو بصورة أصح بسائر الفنون والأدب السوداني.
ولد الشاعر السوداني ياسر البيلي، في المدينة المنورة عام 1985، وفيها درس وحفظ القرآن، قبل أن يعود إلى السودان للدراسة الجامعية في كلية المختبرات الطبية في الجامعة الوطنية، ثم يتجه لماجستير ودكتوراه إدارة الأعمال.
وقال البيلي لـ”العربي الجديد” إنه بدأ محاولات كتابة الشعر في مرحلة مبكرة من عمره، لكنها نضجت في المرحلة الجامعية. وقد أصدر 4 دواوين شعرية هي “شكراً لعينيك”، و”لو أني أعرف”، و”رسالة للعالم”، و”دعوة للتغيير”.
ومن اللافت أن البيلي لم يجد من يهتم بشعره من الفنانين السودانيين، بل قد لا يكون معروفاً بالكامل في الأوساط الشعرية المحلية، لتكون بدايته مع كاظم الساهر كما يقول بنفسه.
وبدأت القصة عام 2015 عندما أرسل أحد دواوينه الشعرية هدية للساهر، عبر فنان سوداني شارك في برنامج المواهب “ذا فويس”، فاستلم “القيصر” الهدية. لكن هذا الأخير لم يتواصل معه إلا نهاية العام الماضي، عبر الهاتف، مبدياً إعجابه بالديوان، خصوصاً قصيدة “تاريخ ميلادي”.
يذكرالبيلي، أنه شعر بالسعادة وأحس أنه اقترب من تحقيق حلمه بالانتشار العربي. مضيفاً أنه يتلهف لاكتمال البناء الموسيقي للأغنية وتسجيلها كاملة بحنجرة الفنان العراقي، معرباً عن أمله أن يكون الحدث بداية انطلاقة جديدة للشعر الغنائي في السودان لرحاب أوسع. كما أعرب عن أمله أن يسمع أيضاً واحدا من نصوصه بصوت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي.
وحول أسباب عدم الاهتمام العربي بغناء نصوص سودانية، يعتقد البيلي أنها مشكلة مركبة ترتبط أولاً بعدم حرص الشعراء السودانيين على عرض أعمالهم على المستوى العربي، كما أن الفنانين العرب أنفسهم لا يسعون إلى البحث عن نصوص من ثقافات مختلفة.
وقد أعاد هذا الاختيار إلى الأذهان، غناء أم كلثوم قصيدة “أغداً ألقاك” للشاعرالسوداني الهادي آدم التي تعتبر حالة شبه يتيمة، بين الفنانين العرب الكبار الذين ابتعدوا تماماً عن غناء قصائد من كتابة شعراء سودانيين.
الخرطوم ــ عبد الحميد عوض
العربي الجديد