لا يوجد وقت أنسب من هذا الوقت ليقوم الجيش بسحق قحت وتعليق أحذية قادتها علي أعمدة أنارة مجلس الوزراء ..
كتوطئة لهذا الموضوع فأن تجربة الأنقاذ تحكي لنا كيف أضطر الساسة في السودان الي التخلى عن الأراضي مقابل نفوذ سياسي و صفقات مع حكومات الجوار .. أراضى الفشقة ضاعت بعد أن سمحت حكومة السودان لألاف المزراعين الأثيوبيين بالتوغل داخل الأراضي السودانية في مقابل تفاهمات علي قطع طريق المعارضة و جيوشها المستقرة هناك ..
كما أضطررت الأنقاذ الي التراجع عن حلايب و شلاتين أمام تحامل دولي واضح علي النظام القائم بعد موقفه من الحرب في العراق ثم محاولة أغتيال الرئيس المصري ..
ما وددت قوله أن النظم السياسية لا تعيش حتى تحقق مشروعاتها ما لم تتمكن من ترتيب أوضاعها الأقليمية بصورة جيدة .. حتى لا تنتهي الأفكار الوطنية الخالصة بحكومات تفرط في الأرض و التراب لصالح الأجندة السياسية و هي مكرهة ..
القضاء علي قحت الأن مع أسناد الظهر الي القوي الأقليمية يعني تحسين وضع السياسة الخارجية السودانية و تمكينها من أن تتحرك في ملف الفشقة بصورة أكثر فاعلية .. و يعني أيضآ الأستقلال الأمثل للغضبة الترامبية علي الثورات المصنوعة و التيار الذي شجع هذه اللعبة في السودان ..
هذه الشهور الأخيرة لن تحرك فيها الأدارة الأمريكية ساكنآ لتمنع تحرك الجيش .. و خمسة أشهر كافية لترتيب الأوضاع الداخلية بما يضمن أنهاء النفوذ القحتي علي المؤسسات الذي تم في الأشهر الماضية .. و يعني ترتيب الأوضاع لشراكات جديدة لنظام “سيساوي ” جديد في السودان ..
يمكننا وضع القطار علي السكة في حالة نجحنا في تحقيق الأختراق الأكبر للمشهد في هذه الظروف ..و في حال أغتنمنا هذه الفرصة الثمينة لأنقاذ البلد .. و بعدها يمكن ترتيب البيت الداخلي بهدوء و يدون حالة الأستقطاب الخشنة التي تسود الأن ..
عبد الرحمن عمسيب