قانون خاص لحماية الاطباء

امرأة شابة فقدت حياتها قبل ايام بسبب عملية كحت بسيطة بعد اجهاض ، عملية عادية ادت الى ثقب في الرحم ، ولاحقا ثقب في القولون .

ذهبت الى المستشفى بارجلها تتونس و تضحك مع اهلها وانتهى بها الامر الى عدة عمليات فاشلة و غرفة انعاش و خسائر مادية للاسرة تجاوزت المليار جنيه ، فخلفت خمسة اطفال .

قبل ثلاثة سنوات فقدنا حياة اخونا الرشيد خليل في مستشفى ابراهيم مالك بسبب عملية صغيرة (التواء القولون) . كنت اتونس وامزح معه قبل العملية ، ولم نستطيع الحديث معه مرة اخرى حتى فاضت روحه بعد العملية بايام قليلة ….

ضرب موظف الدولة او اي شخص نتبجة لخطأ ارتكبه او استفزاز مارسه هو امر مرفوض تماما . القضاء هو الجهة التي نلجأ اليها جميعا لاخذ الحقوق ، لذا يجب ان نتساوى امامه كلنا .
هذه القوانين التي صدرت لحفظ حقوق الاطباء ، يجب ان تتبعها قوانين و اجراءات اخرى تحفظ حقوق المرضى و المرافقين . يجب ان تكون هناك لوائح مكتوبة في كل المستشفيات توضح للمرضى اجراءات الشكاوى و التقاضي …
كيف يتعامل قروي مرافق لمريض في المستشفى يذهب الى غرفة الاطباء ليشتكي سوء حالة مريضه ، فيجدهم يتضاحكون و يستانسون ويقولون له : الطبيب المسئول عن مريضك ليس معنا الان ربما يعود بعد قليل و بواصلوا في ضحكهم او العبث بهواتفهم !!!!.
قبل اصدار القوانين لحماية الاطباء نحتاج الى نظام اداري في هذه المستشفيات يقلل من الاهمال الذي يلاقيه المريض ، فان وفرنا هذا النظام ، ربما لن نحتاج الى القوانين الخاصة ….
القاتل الذي يقتل في لحظة غضب ، يعرف تماما ان عقوبة القتل هو الاعدام ، و بالرغم من ذلك يرتكب الجريمة ، و عقوبة الاعدام هي اشد العقوبات على الاطلاق لكنها لم تمنع جرائم القتل .
امتصوا غضب البسطاء باللوائح الادارية في المستشفيات و بتوفر الاطباء . السوداني اكثر شخص في وجه الارض يؤمن بالقضاء و القدر في حال الموت لكن يسؤه الاهمال و اللؤم من بعض الاطباء . فرض قوانين بدون اجراءات ادارية في المؤسسات الطبية لن يوقف الاعتداء على الكوادر الطبية ، ربما يقللها لكنه لن يوقفها .
هل سمع احدكم بحالة اعتداء واحدة على طبيب في مستشفى رويال كير ؟؟ . السبب هو النظام الاداري .
ادارة المستشفيات اصبح علم قائم بذاته يدرس في الجامعات ، و نحن نعين فيها الموالين للانظمة .

Salim Alamin

Exit mobile version