بلان بي

الصين دولة متفردة في كل شئ ..تاريخ وثقافة ..حتى التأريخ لهم تقويم مختلف ..السنة عندهم تبدأ في شهر فبراير ..ويقيمون لها احتفال خاص ..كل عام يكون له اسم حسب البرج الفلكي المؤثر على ذلك العام (ما تسألوني مؤثر كيف لأني ما عارفة) ..المهم ان هذا العام هو عام الفأر ..تخيلوا ..2020 كتب عنها الصينيون في بداية العام انها ستكون سنة التغيير ..او على حد قولهم انها سنة الانقلاب ..نهاية دورة حياة وبداية دورة جديدة ..وفي هذا صدق المنجمون رغم كذبهم.
الفأر الصيني ..نخر في العالم بأجمعه وداس على زر الايقاف للحياة الصاخبة التي كنا نعيشها جميعا ..وذلك الهلع الذي كان سائدا في يومنا ..والركض الدائم خلف متطلبات واحتياجات البيت والأسرة ..العولمة التي دخلت في تفاصيل حياتنا وجعلتنا اسرى لها ..وقفت عاجزة امام كائن لا يرى بالعين المجردة ..اجتاح كل العالم واستطاع في اشهر بسيطة ان يقول له قف مكانك ..وتأمل ما انت فيه..عليه تغيرت اشياء كثيرة وتوقفت عن العمل نشاطات كنا نظنها من الجبال الراسيات ..من كان يظن ان شركات الطيران تهدد بالاغلاق لان سوق الطيران راكد ولا امل في انتعاش قريب ؟ من كان يعتقد ان شركات مثل اوبر وكريم ..تصل حد الافلاس وتقرر التقليل من الوظائف ؟
انها دورة الحياة الجديدة بقيادة الفأر الصيني الذي نجح في الفوز بالحرب العالمية الثالثة دون ان يطلق رصاصة واحدة ..وتركنا نحن نخوض غمارها مع عدو لا نعرفه ولا نعلم مدى جاهزيته ..استغرقتنا المعركة حتى نسينا ..ان الأمر مهما طال لابد له من نهاية ..فهل نحن جاهزون بخطة بديلة ؟ خطة للدورة الجديدة من الحياة والتي تتطلب التعايش مع كورونا وليس انتظار انحسارها ؟ اصلا نحن في السودان لم تكن عندنا خطة اصلية ..بدليل فشل الحظر الشامل الذي كسره اصحاب المعالي ..فمن اطرف الاشياء ان الاخبار الرسمية بالأمس كانت تنقل خطاب السيد شمس الدين الكباشي مع جمع غفير من الناس في كادقلي ..لا تباعد ولا كمامات ولا قفازات ..وكان يوصيهم بالالتزام بالحجر الصحي الذي خرقه هو وسافر من الخرطوم ..اثناء بث ذلك الخبر ..كان الشريط الاخباري يتحرك مكتوبا عليه ان الشرطة تتوعد كل من يقوم بخرق الحظر بالعقاب الشديد ..فتأمل.!!
طب ما كان من الاول تقولوا الحظر للشعب ..اما المسؤولون فهم في حل من الالتزام بالقوانين …عادي يمكنهم التجوال وخرق الحظر والتنقل بين الولايات ..غايتو نحن اقتنعنا ..بس من الذي يقنع السيدة كورونا ؟ المهم ..الشاهد في الامر ..دعونا نقفز لبلان بي ..واعلان بروتوكول للتعامل والتعايش مع كورونا ..افتحوا الكباري ..اصلا كل كانت الناس متحركة بتصاريح عدا اسرتي الصغيرة ..اعلنوا عن التعليمات والاجراءات اللازمة لسير العمل ..والتي اتمنى ان يتم تطبيقها على الجميع ..وما يكون فيها خيار وفقوس كما حدث في موضوع الحظر الشامل.
كل مؤسسة يمكنها ان تضع جداول للعمل بنظام الورديات حتى تقلل عدد العاملين المتواجدين في ذات الوقت ..كما يمكنها ان تلزم الجميع بالتباعد ..وادخال التقنيات الالكترونية للاستغناء عن الدفاتر والاوراق ما استطعنا الى ذلك سبيلا ..وطبعا اكيد مافي قعدات شاي وجبنة ..وجلسات تحت الاشجار ..وحاجات وشنو ..تغيير السلوك هو الخطة البديلة ..هو التغيير المنشود في دورة الحياة الجديدة ..يا كدا ..او سنة الفأر الصيني تلحقنا امات طه .

ناهد قرناص
الجريدة

Exit mobile version