بدأت الحياة تعود شيئا فشيئا إلى طبيعتها في الدول الخليجية، بعد اتخاذ قرارات تخفيف القيود، التي فرضت سابقا للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وسيرا على نهج الكثير من البلدان، خصوصا في القارة الأوروبية، شرعت دول الخليج في الاستعادة التدريجية للحياة الطبيعية في إطار عدد من التدابير الوقائية.
وكان لإجراءات الحجر الصحي وقع كبير على حركة البلدان الاقتصادية، حيث أحدثت حالة شلل وخلفت خسائر مادية مهمة، الأمر الذي عجل بإعادة عجلة الأنشطة للدوران.
ويأتي تخفيف القيدود بالتزامن مع ارتفاع حالات الشفاء من “كوفيد-19” وتكثيف إجراءات التقصي والتتبع، وتوسيع نطاق الفحوصات.
وفي هذا الصدد، أعلنت المملكة العربية السعودية عددا من القرارات، من بينها تعديل أوقات التجول، والسماح بإقامة صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في مساجد المملكة، ما عدا مساجد مكة، إضافة إلى رفع تعليق الرحلات الجوية الداخلية، ورفع تعليق الحضور للوزارات والهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص.
كما تقرر فتح بعض الأنشطة الاقتصادية والتجارية وممارستها لأعمالها بالشكل الاعتيادي.
وفي الإمارات العربية المتحدة، أعلن الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، استئناف الحركة الاقتصادية في دبي اعتبارا من يوم الأربعاء.
وقال المكتب الإعلامي لحكومة دبي في بيان إنه تم السماح باستئناف بعض أنشطة مرافق البيع بالتجزئة والجملة مع الخضوع لمزيد من عمليات التعقيم وإجراءات التباعد الاجتماعي.
وسيشمل ذلك دور العرض السينمائي والصالات الرياضية الداخلية والمراكز التعليمية والعلاجية للأطفال من بين أنشطة أخرى.
وتقرر أيضا استئناف عمل الموظفين في المقار الحكومية بدبي بنسبة 50 بالمئة اعتبارا من يوم الأحد المقبل، وصولا إلى 100 بالمئة من 14 يونيو 2020.
أما سلطة عمان فقد أعلنت اليوم أنها ستنهي ابتداء من يوم الجمعة إجراءات العزل العام في محافظة مسقط، التي تضم العاصمة.
كما أمرت اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن كوفيد-19 الهيئات الحكومية بضمان عودة 50 بالمئة على الأقل من الموظفين للعمل من مكاتبهم اعتبارا من 31 مايو.
من جهتها، أعلنت الكويت أنها ستستبدل حظر التجول الشامل، الذي فرض اعتبارا من 10 إلى 30 مايو، بآخر جزئي.
وقال وزير الداخلية الكويتي أنس الصالح، إن حظر التجول الشامل سيتم استبداله بـحظر تجول جزئي “يتم تخفيفه تدريجيا حتى عودة الحياة لطبيعتها”.
وأضاف أن “الفرق الفنية تعمل حاليا لوضع الملامح الأخيرة للعودة للحياة (الطبيعية)”، آخذة في الاعتبار القواعد الصحية.
“قفزة جديدة في مكافحة كورونا”
واعتبر المستشار والباحث في العلاقات الدولية، سالم اليامي، أن المرحلة المقبلة تمثل “قفزة جديدة في مكافحة كورونا”.
وأوضح اليامي لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الدول الخليجية “شرعت في تطبيق إجراءات جديدة تقوم على رفع الحظر التدريجي.. هذا يبرز أن مسؤولية مكافحة الجائحة التي كانت تؤديها السلطات وما تزال، ستنتقل إلى عامة الناس”.
وأردف قائلا “سيشارك الناس في محاربة كورونا من خلال وعيهم، الذي تكوّن خلال الأشهر الماضية.. هم حاليا قادرون على اتباع الإجراءات الاحترازية التي تعممها السلطات في كل مكان للحفاظ على صحة المجتمع”.
من ناحيته، قال الباحث الاستراتيجي حمود الرويس، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الإجراءات التي اتخذت بعد ظهور فيروس كورونا المستجد أدت إلى تعطيل الاقتصاد وتراجعه وتباطؤ حركة المال وانضمام الملايين حول العالم إلى قوائم البطالة.
وأضاف “في دول الخليج، بدأت ملامح تجاوز مرحلة الحظر تظهر هذا الأسبوع، مما استدعى تخفيف تلك القيود على حركة السكان والأنشطة التجارية”.
وشدد الرويس على أن “المرحلة الحالية تتميز بالانتقال من الإجراءات الحكومية إلى الوعي الجماهيري، في خطوة ستجعل كل فرد أمام مسؤوليته للحفاظ على حياته وحياة الآخرين”.
وختم بالقول “أجزم أن هذه الجائحة ستظهر الالتزام الجيد من طرف سكان دول الخليج.. فيروس كورونا لن يختفي وسيتطلب التعايش معه في المستقبل، وسر تفوقنا عليه يكمن في مدى الحرص وتنفيذ الإجراءات الوقائية الصحية”.
سكاي نيوز