طارق عثمان: التوصية بإقالة أكرم.. من نصدّق؟

في الأسابيع الأولى عقب الاطاحة بالرئيس المعزول عمر البشير.. جمعني نقاش مع أحد القيادات المؤثرة بقوى الحرية والتغيير والآن على ما اعتقد يشغل منصبا أيضيا في مجلس تنسيقيتها مجمل النقاش كان منصبا حول مستقبل العملية السياسية لا سيما وأن المجلس العسكري حينها كان متمرسا على موقفه، كما أن القوى السياسية المكونة للحرية والتغيير لم تتوصل الى رؤية موحدة فيما بينها، وأسترسل بنا الحديث وتطرقنا إلى مصير حزب المؤتمر الوطني (قبل قرار حله بالتأكيد) وكيف سيتعاملون مع قادة المؤتمر الوطني الذين لم تطالهم يتم توقيفهم،

ولكن أمر أستوقفني في حديثه وجعلني اتحسس قرنا إستشعاري الصحفي إذ فاجأني وبحديث ثابت دون تردد ( خلال الايام الماضية أجتمعنا مع وفد من المؤتمر الوطني برئاسة علي كرتي وتناقشنا حول عدد من القضايا من بينهما توفير ضمانات لهم لممارسة حقهم السياسي مع تعهد من قبلهم بعدم اعاقة الفترة الانتقالية) .. وتابع هذه الاجتماعات لم تتم مع الحرية والتغيير كتكتل وإنما كأحزاب كل على حدا.. الخ..

انتهت الجزئية التي أثارت إستغرابي في حديثه، وبما أن تلك الفترة كانت مشحونة آثرت عدم نشر تلك الافادات بعد ان عرضت ما لدي من معلومات لزميلي الصديق لؤي عبد الرحمن Luay Abdelrahman والذي نصحني مشكورا مع تأكيده بأن الامر من شأنه صب الزيت على نار الخلاف، كما أنه سيعضد من حملات التشكيك التي بدأت تقوها في ذلك الوقت بعض الجهات والناشطين المحسوبين على الثورة، ولكن أصدقكم القول بأنني ندمت ولا زلت نادم على عدم نشري لتلك المعلومات في حينها وبتفاصيلها التي رواها لي ذلك القيادي وأكدتها لي قيادات أخرى فيما بعد كانت أقل شجاعة من الأول .. ويبدو انهم لا زال هناك إلتزام بعدم التعرض لكرتي ووفده..

تذكرت تلك الواقعة وانا اتابع بيان النفي الصادر من مجلس تنسيق قوى الحرية والتغيير للخبر الذي أوردته الزميلة (الثقة) بالنسبة لي ولغيري من الزملاء مها التلب Maha El Telib مراسلة العين الاخبارية بشأن اتفاق ثلاثي الحكم على إقالة د. أكرم التوم من وزارة الصحة، بل ومطالبة البيان لوسائل الاعلام بتحري المصداقية،، وبالتأكيد إذا ما سئلت عن أيهما أصدق ما اوردته مها التلب من خبر أم البيان الذي اصدرته تنسيقية قوى الحرية والتغيير.. فلن اتردد وب(حليفتها) ساعتمد الخبر وأركل البيان إلى مزبلة البيانات الضاربة والفاقدة للقيمة والمصداقية،،، لأنى متأكد بأن الأمر تمت مناقشته كما ناقشت من قبل بعض مكونات قوى الحرية والتغيير أمر إقالة حمدوك ذات نفسه عندما تجاوز قوى الحرية في تعيين وزراء الدولة ورفع قائمتهم الى مجلس السيادة دون علمها، وكذلك عندما خدعها حمدوك بعدم علمه باللقاء الذي جمع رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان برئيس الوزراء الاسرائيلي ..

طارق عثمان

Exit mobile version