اسماعيل احمد العتباني.. مؤسس صحيفة الراي العام
الصورة أعلاه في شبابه
*اسماعيل احمد العتباني*
.(سليل أسرة العتبانية الخزرجية التي وفدت لمصر من الحجاز مع مقدم عمرو بن العاص حيث ولد محمد بك العتباني الكبير في الدقهلية ببلدة الزرقة.. استقر العتباني الكبير في الخرطوم بدايات الحكم التركي بعد أن وصل مع الجيش التركي إلى مدني و تخوم سنار.
لمحمد العتباني ثلة من الأبناء نذكر منهم (ابراهيم رشدي) محمد العتباني و(متولي) جد د.غازي صلاح الدين و(احمد) والد اسماعيل العتباني.
خدم ابناؤه كمهنيين في التلغراف او كتاب او عساكر مع الجيش التركي إذ يعتبر ابراهيم رشدي محمد العتباني كمدير لمكتب غردون باشا و قتل معه بعد دخول المهدي الخرطوم وقتل والده محمد العتباني قومندان الطوبجية بطابية او بوابة المسلمية وهو يدافع عن الخرطوم من هجوم ثوار المهدي.
بعد خروج من تبقى من الأسرة من الخرطوم تم استدعائهم لتشغيل التلغراف وسكنت ام درمان.
تعاون متولي محمد العتباني مع المهدي والتقاه وله قصة طريفة حيث شاهد المهدي لأول مرة الهاتف والتلغراف مع زوج شقيقتهم اسماعيل حلمي وقيل أنه تحدث به من بيت المال بأمدرمان مع عامله في بيت المال بالخرطوم ( الحديدة البتوصل الكلام).
ومن بعده تعاون متولي مع الخليفة عبدالله، وعند اول لقاء بينهما اثناء الترتيبات اللوجستية استعدادا لمعركة كرري، امر بتغيير اسمه من متولي لعبد المتولي.
استقر به المقام مع السني في مدني حتى الاستعمار البريطاني ليواصل التعاون معهم ضد هجمات أمير المهدية محمد فضيل.
تزوج احمد محمد العتباني،والد اسماعيل ،و شقيق متولي محمد العتباني، من زينب حسن الشلالي أحد معاوني غردون وشقيق يوسف بك الشلالي المعروف.وزينب حفيدة الشيخ خوجلي ( الخوجلاب)وشقيقتها بنت المنى زوجة مدثر الحجاز ..زينب وبنت المنى هن بنات مريوم بنت طه ابن الشيخ إبراهيم خوجلي.
ولد اسماعيل احمد محمد العتباني في أمدرمان- حي ابوروف.
درس الكتّاب والابتدائية بأمدرمان.
تخرج اسماعيل العتباني في كلية غردون – قسم المحاسبين حيث قبل فيها ١٩٢٧.
ارتجل المنابر منذ أن كان طالبا حيث القى كلمة رثاء في حق الصحافي حسين شريف أحد أقرباء واصهار المهدي.
كما شارك في نادي الخريجين في تأبين خليل فرح.
كما خاطب مدير كلية غردون المستر يودال بمناسبة وداعه بأهمية تحويل الكلية لجامعة.
بدأ حياته العمليه كمحاسب.
بدأ الكتابة الصحفية في مجلة النهضة كمتعاون ثم تفرغ للعمل بالصحافة.حيث صار رئيسا لجريدة صوت السودان و أخيرا ليؤسس صحيفته الأشهر( الرأي العام ) ولها قصة طريفة يحكيها اسماعيل العتباني:
(بعد ان تمت الاجراءات التمهيدية كان لابد من ان اتقدم بطلب رسمي الى السكرتير الاداري طالباً التصديق الرسمي, باصدار هذه الجريدة وكان علي ان اذكر في هذا الطلب الاسم المقترح لها.. وكنت قد اتصلت بعدد من اصدقائي في العاصمة والاقاليم راجياً منهم ان يقترح كل منهم الاسم الذي يروقه كي نختار من بينها التسمية الملائمة.
وتسلمت من بورتسودان برقية من الصديقين الأستاذين عابدين اسماعيل وحسن نجيلة تقترحان على اسم الجهاد. وراقني هذا الاسم, وأقره عدد من الاصدقاء, فسجلته في الطلب الرسمي وقدمته للسكرتير الاداري, الذي كان آنذاك السير دوجلاس نيوبولد وما كاد نيوبولد يطلع على الطلب, ويقرأ اسم “الجهاد” حتى ثارت ثائرته واستدعى الاستاذ ادوراد عطية الذي كان يشغل آنذاك منصباً مهماً في مكتب الاتصال العام وتحدث اليه غاضباً, كيف يجيز مكتب الصحافة هذه التسمية الخطيرة؟ وقال انني لا اسمح بأن ينادي الباعة في الأسواق والمحطات والأماكن العامة: الجهاد! الجهاد! الجهاد! كلا – هذا امر لا يجب ان يكون مطلقاً!
وذهب نيوبولد الى ابعد من ذلك, اذ قال لادوارد: تصور وقع كلمة “الجهاد” عندما تنتقل الى غرب السودان حيث توجد القبائل التي تدين بالولاء “للأنصار” والتي تدين بفكرة “الجهاد” في سبيل الدين! اية اثارة تحدثها هذه الكلمة وهي تنتقل بينهم في شكل جريدة ينادي بها الباعة.. الجهاد.. الجهاد!!
وشطب نيوبولد كلمة الجهاد وأعاد الى مكتب الاتصال العام طلبي بغير تصديق!
واستدعاني الأستاذ ادوارد عطية ونقل الى حديث السير نيوبولد وكدت افقد صوابي عندما علمت ان طلبي لم يصدق عليه بسبب تسميتي للجريدة بالجهاد وبعد لاي قبلت ان اعدل في التسمية وان ينظر في الطلب مرة اخرى. وعدت الى بعض الرفاق وتحدثت اليهم وكنت قد اعملت فكري في الطريق ورأيت ان اتحايل في الحصول على التصديق واخترت اسم “الاخبار” وهو اسم هاديء مسالم لا يحمل اية اثارة. وتقدمت بهذا الاسم فعلاً للاستاذ ادوارد عطية الذي ما كاد يقرأه حتى بدأ على وجهه الكثير من علامات عدم الرضا وقال لي في لهجته السورية الظريفة: ما هذا يا استاذ؟ من سماء الجهاد الى ارض الاخبار؟ وضحكنا معاً كثيراً. قلت ماذا اعمل؟ وقد كاد نيوبولد يحرمني فرصة اخراج هذه الجريدة, بسبب التسمية, ومرة اخرى سحبت الاسم الجديد وعدت ابحث عن اسم آخر!
*وفجأة القى الى ساعي البريد ببرقية بعث بها الي الصديق الدكتور ابراهيم انيس الذي كان يعمل آنذاك مفتشاً طبياً لجبال النوبة.. وكنت قد كتبت اليه ان يقترح علي اسماء, واذا به يقترح الرأي العام!*
واسرعت الى مكتب الصحافة وسجلت هذا الاسم.. وبذلك انتهت مشكلة التسمية!)
لعبت صحيفة الراي العام دورا كبيرا ومؤثرا في الدعاية لمؤتمر الخريجين.
اشتهرت الرأي العام ب(صالون الرأي العام – صالون الفول) للمفاكرات والمثاقفات ضم لفيفا من كبار المفكرين والمثقفين.
من مؤسسي جماعة ابوروف الأدبية.
من مؤسسي جمعية ود مدني الأدبية من داخل نادي الخريجين بودمدني حيث كان يسمى رواد النادي ركن المثقفين (بركن المجانين).
عضوا في وفد ود مدني لمقابلة نادي الخريجين بأمدرمان لإقناعهم بفكرة مؤتمر الخريجين.
انتخب في الهيئة الستينية لمؤتمر الخريجين واللجنة التنفيذية لعدة دورات من بينها الدورة الخامسة ١٩٤٢ برئاسة ابراهيم احمد التي قدمت المذكرة الشهيرة والمطالبة بالاستقلال.
١٩٤٢ التقى بوزير الخارجية البريطاني إستافورد خلال زيارته للخرطوم في طريقه للهند في معية الصحافي احمد يوسف هاشم بصفتهما الاعلامية حيث شرح لهما ميثاق الأطلنطي بين روزفلت وتشرشل الذي وصى تقرير المصير بين الشعوب في بنده الثالث….. الأمر الذي تم نقله لمؤتمر الخريجين الذي كان يعد مذكرته الشهيرة.
اعتذر عن قبول عضوية مؤتمر الإدارة الذي سبق قيام الجمعية التشريعية انصياعا لقرارات مؤتمر الخريجين المقاطع له.
١٩٤٦ سافر ضمن وفد إعلامي ضم رسميين محمد عامر فورواوي ورؤساء تحرير صحف للندن بترتيب من وزارة الإعلام البريطانية للإطلاع على صناعة الإعلام والتجربة البريطانية.
منحته جامعة الخرطوم الدكتوراه الفخرية ١٩٨٠.
منحته جامعة ام درمان الإسلامية الدكتوراه الفخرية ١٩٨٥.
للاسرة إسهامات في العمل العام فمنهم د.غازي صلاح الدين السياسي المعروف ،احمد متولي العتباني المستشار القانوني للحكومة ولجنة السودنة في اول حكومة وطنية،عبدالرحمن احمد العتباني ،أخ اسماعيل، صاحب فكرة ومنفذ مستشفي الدايات، سليمان متولي العتباني من مؤسسي نادي المريخ وغيرهم .
ومن مصاهرت الأسرة …. أسرة الخوجلاب والشلالية وآل الحجاز ..آل النحاس وآل بشير البكري والهبانية وغيرهم.
بقلم
Howayda Salah Atabani