غيرت الوكالة الألمانية الاتحادية المسؤولة عن الأمراض المعدية موقفها من عمليات تشريح جثث ضحايا فيروس كورونا المستجد، مؤكدة أنه يجب أخذ الاحتياطات اللازمة.
وقال نائب رئيس معهد روبرت كوخ، لارس شاده، أن مثل هذه الإجراءات لا غبار عليها إذا كان المرض جديدا، وبوسع الأطباء تشريح الجثة قدر إمكانهم، ولكن في ظل تحوطات السلامة المطلوبة، وذلك بحسب الإذاعة الألمانية “دويتشه فيله”.
ونقلت الإذاعة عن عدد من الأطباء القول إن عمليات التشريح أظهرت مفاجآت حول الفيروس القاتل، أهمها أنه ليس وحده من يقتل ضحاياه.
وقال كلاوس بوشال، مدير معهد الطب الشرعي بجامعة المركز الطبي في ابندورف- هامبورغ، “يمكننا أن نتعلم من الموتى ما يساعد الأحياء”، مشيرا إلى أنه نفذ 65 عملية تشريح لرفاة متوفين بفيروس كورونا.
ووجد الطبيب أن 46 ممن جرى تشريح رفاتهم كانوا مصابين بأمراض الرئة قبل إصابتهم بالفيروس، و28 منهم كانوا يعانون من أمراض داخلية، أو من أمراض أصابت أعضاء مزروعة في أجسادهم. 10 من المتوفين كانوا يعانون من السكري ومن البدانة، عشرة غيرهم كانوا يعانون من السرطان، و16 منهم كانوا يعانون من الخرف (الزهايمر)، بعض المتوفين كانوا يعانون من عدد من الحالات المذكورة مجتمعة.
قاعدة معلومات الدكتور بوشال تحتوي على معلومات عن 100 رفاة جرى تشريحها، جميعها تؤكد أن لا أحد من المتوفين مات قطعا بسبب فيروس كوفيد 19، بل أنهم جميعا كانوا يعانون من مشكلات القلب والأوعية الدموية ومن ارتفاع ضغط الدم ومن تصلّب الشرايين والسكري والسرطان والفشل الكلوي أو الرئوي أو من تليّف الكبد.
ومع كل هذا، حسبما يقول بوشال، يجب أن يؤخذ فيروس كورونا بجدية تامة، لكنه ينبّه إلى أن المخاوف السائدة يغلب عليها طابع المبالغة مبيّناً أن كورونا “لم يكن مرضا معديا خطيرا على أية حال”.
سبوتنيك