حسين خوجلي: فنتازيا الحكايا بين الفرعون وحمدوك

ظل فنيّ الارشيف بقسم الاخبار يحتفظ بكل حدث كبير بصورة رامزة يستخلصها من بين العشرا، مثلا له صورة معبرة لأداء الوزراء للقسم الذي اكتشفنا بعهدها أنهم مجرد كفوات حزبية وليسوا كفاءات وطنية وكان هذا هو التزوير الاول. وقبلها وعدونا بمجلس سيادي قومي فخرج بمحاصصة مفضوحة للبعثيين والشيوعيين وبعض غواصات اليسار فى الاحزاب التقليدية، ولنا وثيقة لانكار الجميع لخبر مقابلة نتنياهو. واكتشفنا ان انكارهم كان تزويرا مشهودا ثم جاءت كارثة الخطاب اللقيط الذى حلمت به الترويكا ووقعه رئيس مجلس الوزراء فاصبح تزوير القرن الذى سلمنا بلا قيمة فى سوق النخاسة والوصاية الأممية. أما التزوير الزلزال فكان ذلك الخطاب السيادي والوزاري الذي الغى خطاب حمدوك للامم المتحدة. وقد كانت دهشة الشعب السوداني وقواه السياسية والاتحاد الافريقي وسفراء الدول الكبرى بالخرطوم عظيمة حين اكتشفوا أن الخطاب اللقيط لم يلغى وإنما قدم كما هو وكان طلب المساعدات من اجتماع المجلسين مجرد (مرفقات)
لقد اكتشفنا اخيرا ان هذه المرحلة من بدايتها الا نهايتها الوشيكة تزوير فى تزوير في تزوير وفى ذات السياق حكي لي الراحل وردي طرفة تعبر عن شفافية النوبيين في التعليق قائلا:( إن أحد اقربائه وكان رفيق صبا يزوره كل ما جاء إلى الخرطوم بمنزله الأول بالكلاكلة، وكان فلاحا على سجيته داهمه رهق الفلاحة فصار يبين أكبر من عمره بكثير. ودائما ما كان يناكف وردي بأنهما ولدا فى عام واحد فكيف يتجرأ أن يخاطبه وردي بعبارة ياعم. وكان غيظه يتصاعد حينما يخرج وردي بقميصه الملون وبدلته الانيقة وينادي بصوت لا يخلو من المعاكسة القارصة وبلسان نوبي مبين ياعبدالوهاب اوع تنسوا جدكم من العشاء، ويضحك وردي منسحبا بطريقة درامية دون أن يسمع التعليق المضاد.
غاب الفلاح رفيق وردي لأكثر من عام وعندما عاد فى منتصف السبعينات وجد أن الفرعون قد أفرد لصدر الصالون صورة شخصية ضخمة ببرواز ذهبي انيق وقد صيغت الصورة بفن الرتوش المصرى قبل ظهور الفوتوشوب فصاح النوبي الفلاح الساخر بصوت داوي اخترق كل الغرف حتى انتبه الجميع:
(يا محمد عثمان دا تصوير ولا تزوير؟ )
ويبدو أن الراهن يمنحنا الحق أن نصيخ السمع لاقدام الجنود الدوليين الثقيلة وهي تجتاح ردهات مطار الخرطوم، وان نترقب في قلق انهيار المنظومة الاقتصادية والصحية، وأن نتوجس خوفا من مصير المفاوضات بجوبا، وان نقبض الأنفاس ونحن نرى تساقط ايام المهلة التي منحها الامام للقحاطة. مثلما تمنحنا الحكاية حق الهمس في أذن حمدوك الأممي دا تصوير ولا تزوير ؟

حسين خوجلي

Exit mobile version