لا يزال دكتور اكرم وزير الصحة السوداني يقاتل في جميع الاتجاهات وحده، يذهب بنفسه لاستقبال شحنات المساعدات، يتابع بدقة اصابات الكورونا في انحاء البلاد، وفوق كل هذا وتحت شعار كفاك ولا ازيدك، يظل عليه (حلحلة ) مشاكل الطاقم الطبي والمآسي التي يتعرضون لها كل زمان ومكان، تماما كأبي ذر الغفاري رضي الله عنه، الذي كان يطرق ابواب الناس ليفيقوا من غفلتهم، يظل دكتور اكرم يتلو الخطاب تلو الخطاب لينبه الناس ويرشدهم الى طريق الخلاص، ولكن مين يسمع.
استمعت الى خطابه الغاضب والحزين، وهو يقول بكل صراحة، ان لا علاج اذا اصابتك الكورونا، لا شيء غير المسكنات ولو استفحل الأمر، البلاد ليست لديها القدرة على المراحل المتأخرة، وحتى لا نلقي اللوم على الحكومة ..لنأخذ مثالا ..بلاد مثل بريطانيا يجرون حسابات دقيقة لكي تقرر المستشفى هل يتم وضعك في جهاز التنفس الصناعي ام لا ..والحسابات هذه اهمها عمرك ..كبار السن يتركونهم يواجهون المصير المحتوم ..كذلك اصحاب الامراض المزمنة ..البقاء للأقوى مناعة ..وهو شعار الطبيعة منذ الأزل ..
منذ بداية محنة جائحة الكورونا وانا اتوقع ردود افعال اناس بعينهم لهم تأثيرهم المباشر على قطاعات عريضة من الشعب السوداني، لكني عندما استبطأت تفاعلهم، قررت ان اكتب هذا المقال لهم مباشرة، وارجو ان يجد مقالي اذنا صاغية، فقد هجم نمر الكورونا حقيقة، ولن يفرق بين شيخ وطفل، صارت اعداد المصابين ترتفع بمتوالية هندسية لن يوقفها بمشيئة الله الا حسن التصرف والتزام التعليمات الصادرة من وزارة الصحة ..
ندائي الى السيد الصادق المهدي، السيد محمد عثمان الميرغني، السادة شيوخ الطرق الصوفية على امتداد ارض الوطن، رجالات الادارة الأهلية، النظار والعمد، السادة رؤساء الاحزاب الحديثة والتقليدية، كل من فاتني ذكره من اصحاب التاثير على الرأي العام، ارجوكم اخرجوا الى جماهيركم، طالبوهم باتباع التعليمات، اشرحوا لهم اهمية البقاء في المنزل وتفاصيل العزل الاجتماعي، قولوا لهم ان هذه الفترة حرجة للغاية، والامر لا يتعلق فقط بصحة الفرد و لكن المسؤولية تمتد للحفاظ على البشرية، قولوا لهم ان الطوفان قادم، وان لا جبل يعصم من الكورونا غير المنزل، فمن اغلق داره عليه فهو آمن.
النداء ايضا لمن يعتقدون انهم يقفون على الضفة الاخرى من النهر، وهم معنا على ذات المركب، اولئك الذين ( يدسون ) المحافير للوزير وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا، يغالطون في وجود الكورونا، يصرون على احياء التجمعات والذهاب الى الصلوات في المساجد في وقت توقفت فيه صلاة الجماعة في الحرمين، اقول لهولاء: ما هكذا تورد الابل ولا هذا وقت تصفية الحسابات، تعالوا الى كلمة سواء، واركبوا معنا في سفينة النجاة، اجلوا كل الخلافات الى حين الوصول الى بر الامان باذن الله …
خليك في البيت، الزم دارك وافقد جارك.
ناهد قرناص
الجريدة