* بيان حول الإخفاق الدبلوماسي *
لقد إعتبرت الأوساط الدبلوماسية في السودان وخارجه طلب السيد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك من الامم المتحدة إرسال بعثة سياسية وقوات أممية للبلاد سابقة تاريخية ، أما نحن العاملون في السلك الدبلوماسي السوداني فلم نر حاجة لذلك لاسيما وانها لا تخدم المصلحة الوطنية اذ لم تنهار مؤسسات الدولة كما حدث في سيراليون مثلاً. بل ان السودان ظل يقاوم بقوة كل محاولات الهيمنة منذ استقلاله وحتى في عهد الرئيس المخلوع٠
*** زعم السيد رئيس الوزراء في ال ( Facebook ) الذي بثه وكذلك اخرون، إن قوات الامم المتحدة موجودة اصلا في دارفور وبموجب الفصل السابع، وذاك قول غير دقيق، حيث ان السودان في عهد المخلوع البشير، استطاع حصر مهمة قوات يوناميد بدارفور فقط ورفض أن تشمل ولايتها كامل التراب السوداني، ٠ وكانت قوة ضعيفة الأثر لدرجة انها طلبت رسمياً من حكومة المخلوع حماية معسكراتها وكانت تطلب من الجيش ان يتقدم أطوافها في أي تحرك تقوم به خارج معسكراتها وتلك نادرة كانت محل سخرية أهل دارفور. ( جيتونا عشان تحمونا ولا عشان نحميكم نحن)
*** نجح السودان في حصر وتحويل دور الامم المتحدة في البلاد ( عقب خروج قوات يوناميد) ، حصر مهمتها في بناء السلام، وما يتطلبه من تعاون مالي واقتصادي من قبل المانحين٠
*** ثم أن الأمم المتحدة، لم تكن تسعى الي ارسال بعثة سياسية للسودان، علي الإطلاق، غير ان قضية ارسال بعثة سياسية للسودان ظلت رغبة قوية وهدف إستراتيجي للدول الغربية وخاصة بريطانيا، التي تود عبرها إستعادة مجدها الاستعماري للسودان، وأصبحت هذه الرغبة أشد إلحاحاً لدى بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي وأصبحت أشد إحتياجاً لبلاد بكر تعج بالموارد وليس هناك أفضل من السودان. وللأسف جندت بريطانيا لتحقيق ذلك الهدف بعض الحركات الدارفورية المسلحة وبعض من كانت تعيشهم من المعارضين السودانيين الذين أقنعتهم ان وجودها في السودان سيمثل لهم الحماية ويمكنهم من تحقيق وتنفيذ برامجهم السياسية . ووجدت في شخصية حمدوك رئيس الوزراء ضالتها والصيد الذي تبحث عنه٠
***. لقد أصبح خروج الامم المتحدة(قوات يوناميد) من دارفور امرا واقعا، حيث خفضت ميزانياتها، واستلمت حكومات ولايات دارفور العديد من مواقعها ومعداتها، غير ان رسالة من حكومة السودان، الي الامم المتحدة طلبت منها ايقاف خروج يوناميد،قد اربكت الموقف، واوقفت خروج يوناميد، الذي كان متفقا عليه مع الحكومة السودانية، ان يكتمل في يونيو 2020 ولقد شرعت الأمم المتحدة في الإنسحاب، وسحبت فعلا اغلب قواتها وعتادها بدارفور، استنادا علي الاحصادات المبذولة بالشبكة العنكبوتية٠
***إن رسالة حمدوك الاولي،المطالبة بايقاف خروج اليوناميد كانت وستظل مثار عجب واستغراب. ** أما ورسالته الثانية المطالبة باستقدام بعثة سياسية وقوات أممية للسودان، فهي مطالبة لاتخدم مطلقا المصلحة الوطنية السودانية بل تتناقض جذرياً مع مصالح السودان في استقلال قراره الوطني. وفي الحقيقة إن إستقدام هذه البعثة والقوات الأممية تخدم الهدف السامي لبريطانيا وتاريخها الاستعماري في السودان، مثلما تخدم أهداف القوى الاستعمارية الأخرى. وهنا يحق لنا ان نتسآل لمن يعمل السيد رئيس الوزراء، هل يعمل لبلاده ام لبريطانيا الأستعمارية، وهنا يجب علينا ان نناهض الاستعماريين الجدد، ويجب علينا ايضا ان نعمل بهمة وشجاعة علي إسقاط مخطط إستعمار السودان الجديد٠
** وأخيراً فإننا نتبرأ من بيان وزارة الخارجية الأخير الذي حاول ان يجد المسوغات لمسعى رئيس الوزراء الذي يعيد الهيمنة الاستعمارية لبلاده. وأسفنا غاية الأسف ان يخرج بيان بتلك اللغة التي لا تشبه الدبلوماسية وتليق بالنشطاء وطلاب أركان النقاش من وزارة عرفت برسوخ قدمها في صياغة بياناتها بلغة دبلوماسية رصينة. لقد أثار ذلك البيان التبريري الهزيل سخرية السودانيين من حيث لغته وتفاهة حججه وركاكة صياغته.
الناطق الرسمي باسم رابطة السفراء والدبلوماسيين الوطنيين٠