نيكولاس هايسوم، المرشح لحكم السودان ..لماذا تم طرده من الصومال؟

نيكولاس هايسوم.. لماذا تم طرده من الصومال؟
نيكولاس هايسوم الرجل المريب هكذا أطلق عليه الصوماليون فهو رئيس بعثة الأمم المتحدة تحت البند السادس ، فلماذا رفضه الصوماليون وماذا اكتشفوا ؟
قبل أن أرد على هذا السؤال سأبحر معكم قليلاً فى البلاد التى كان هذا الشخص مبعوثاً فيها ، فى أفغانستان 2012 الى 2014 اشتهر بأنه يعمل على قمع المواطنين وذلك بحث الأجهزة الأمنية على استخدام القوة المفرطه ويتدخل فى السيادة الوطنية ويتدخل فى تحركات الجيش والشرطة وهو من مهد الطريق أمام القوات الامريكية لإستباحة ماتريده .
تم تعينه كمبعوث خاص لجنوب السودان فى العام 2016 وهو من أسباب عدم وجود تعاون إقتصادى استراتيجى بين السودان ودولة جنوب السودان المنفصله والذى كان له يد سابقه فى دعم هذا الانفصال فلقد كان من المستشارين الذين تم تعينهم لمتابعه ملف السلام مابين العام 2002 الى 2005 فهو كان المستشار الرئيسى للوسيط فى ذلك الوقت .
ولقد تم تعينة مبعوثاً خاصاً للصومال فى العام 2018 لكن بدء فى التدخل فى السياسات الداخلية للدولة ، وعمل على اعتقال السياسيين وخرجت مظاهرات شعبية ضدة فواجهها بالقمع وقتل نتيجتها مابين 15 الى 20 شخص وتم إعتقال المتظاهرين .
هايسوم لا يعطى القوات الوطنية أى إعتبار ويستخدم قواته العسكرية وشرطته الدولية فى أعمال الإعتقال والقمع ، ويسيطر على كافة دواوين الحكم ويأمر القضاة بتنفيذ الأحكام التى يحددها هو على الناشطين أو السياسين.
وعندما ثار عليه الشعب الصومالى شكل ذلك ضغطاً هائلاً على الحكومة فطلبت من الأمم المتحدة رحيل هايسوم بإعتبارة شخص غير مرغوب فيه .
ومن المعروف أن أغلب المبعوثين من الأمم المتحده هم أما مستشارون لملفات السلام وحل النزاعات فى تلك المنطقة ، أو مبعوثون تحت البند السادس وهو يعتبر حكم داخلى بطريقة أخرى ففى النهاية تتدخل الأمم المتحدة بكل شؤون الحكم وتساهم فى وضع القوانين والدساتير التى قد تكون مخالفه لقومية البلاد أو هويتها .
ولم يعهد عن هذا الرجل أى إنجازات ففى العام 2007 كان موفدا كمستشار لقوات حفظ السلام فى لبنان ، ويشاع أنه يقوم بتمويل الحركات المناوءه حتى يستطيع تحقيق المكاسب السياسية للفئه التى تخدم أجندة الدول التى تعمل من خلف الأمم المتحده
وتشهد كل فتراته التى قضاها فى البلاد التى بعث اليها الكثير من الخسائر البشرية ، ففى عهده زادت حدة التوترات فى الحدود اللبنانية الاسرائيلية .
ومن الدول التى خضعت للبند السادس العراق ، وماحدث للعراق كدولة عربية مسلمة يؤكد عدم فعاليه هذه البعثات فى البناء أكثر من التدمير وانتهاك السيادة وجعلها دول حبيسة تعيش على المعونات وتعاني الحروب الداخلية ، فى الوقت الذى تستفيد فيه دول عظمى من موارد البلاد .
البند السادس فى ظاهره هو أقل خطورة من البند السابع الذى تم فرضه على إقليم دارفور بعد زيادة الصراعات هنالك منذ العام 2007 وحتى اكتوبر 2020 وهو الوقت المتبقى لمغادرة البعثه التى فشلت مهمتها تماماً سواء فى ايقاف الحرب أو تحقيق السلام أو إعادة النازحين .
فالبند السادس هو توصيات سياسية تتعلق بمكونات الشعب ، وقد تعقبها توصيات بالتقسيم والتفكيك وهذا هو المخطط الكبير الذى تكلمنا عنه ، والذى من أجله دعا حمدوك الأمم المتحدة للقدوم ، فهذه الحكومة ليس لديها أى رغبه فى تحقيق السلام الشامل ، أو وضع معالجات جذرية للمشاكل الاقتصادية ، أو تهيئة البلاد لمناخ انتخابى أثر من انها قادمة لتنفيذ مخطط المسارات والذى ينتج عنه 4 دول أخرى غير الجنوب فيصبح المجموع 5 دول ، لتتحول بعدها دولة الوسط الى دولة حبيسه وهى دولة الوسط وتعريف الدولة الحبيسة أو الدولة غير الساحلية (بالإنجليزية: Landlocked country) هي دولة ذات سيادة محاطة باليابسة بالكامل، أو التي تقع سواحلها الوحيدة على البحار المغلقة. ويوجد حاليًا 49 دولة حبيسة من بينها 5 دول معترف بها جزئيًا. جميع هذه الدول تقع داخل أفرو-أوراسيا عدا دولتين هما بوليفيا وباراغواي وتقعا في أمريكا الجنوبية.
وكقاعدة عامة، فإن كون الدولة حبيسة يخلق هذا عائق سياسي واقتصادي لعدم إمكانية الوصول إلى المياه الدولية
وسيتم تقسيم الدويلات على حسب المساحه والثروات الطبيعية “مخطط المسارات الخمس ” والدويلات هى شرق السودان – غرب السودان – شمال السودان – الوسط – جنوب السودان تم فصلها بالفعل .
وعلى السودانين الانتباه والاتعاظ ، فليست هنالك قوة أجنبية يمكنها أن تحدث إصلاحاً فى حكم دولة مهما كانت ، وفى السابق يسمى هذا إستعماراً ، ونحن نعرف تماماً الغرض من الاستعمار الجديد ، فحتى الأن بريطانيا تعتبر السودان جزءً من مستعمراتها التى لم تستطع حتى الأن الاستفادة من مواردها.

كتبها : م.محمد نور السموأل
01-05-2020

Exit mobile version