من الملاحظات التي لا يمكن أن تفوت على أي متابع للشأن الداخلي خلال الأيام الماضية مسالة إيقاف المسؤولين في نقاط الإرتكاز بواسطة القوات النظامية بحجة عدم وجود تصاريح لديهم للتنقل أثناء الحظر ومرات بوجود هذه التصاريح نفسها وبقية (القرائن) التي تفيد التعرف على شخصية المسؤول من (عربة حكومية) وإثباتات شخصية ، وكلنا قد تابع واقعة سجن طبيب لساعات أثناء عودته من مستشفى ابراهيم مالك الى منطقة امبدة في وقت متأخرالأسبوع الماضي ، حيث اقتادته شرطة الارتكاز الى الحبس وافرجت عنه النيابة بالضمانة بعد تدخل ادارة المستشفى .
ثم تلتها واقعة تعرض إستشاري أمراض النساء والتوليد والمدير العام لمستشفى الولادة بام درمان لمعاملة سيئة في إحدى نقاط الإرتكاز عند كبري النيل الابيض وهو في طريقه إلى المستشفى (بعربة الوزارة) حيث تم إقتياده إلى قسم الشرطة ومصادرة هاتفه النقال ومنعه الإتصال بزملائه والزج به في (الحراسة) مع اللصوص والنشالين ، ولم يقتصر الأمر على الأطباء حيث ثم إيقاف عربة تتبع لقسم الصيانة والأعطال بالكهرباء تقل عدد من المهندسين كانوا في إحدى المهمات وأبت المسألة إلا أن تطال (الشخصيات الدستورية) وكلنا قد تابع ما حدث لبتنا (الوزيرة)!
لا شك أن هذا الأمر الذي جاء هكذا (متتالياً) لم يأت بمحض الصدفة ففي كل هذه الحالات التي تم فيها حجز المسؤولين وعدم السماح لهم بالمرور كان (الحس الأمني) وحده كفيل بمعرفة صدق (من عدم) البيانات التي تم الإدلاء بها ، لذلك فالقصة (ما عايزه ليها درس عصر) كما يقولون والأمر بهذا التكرار في ظرف أيام معدودة يشير إلى أنه أمر مدبر ومرتب له و ذو علاقة وطيدة بجهازالامن السابق الذى يعمل فى الظل بكل قوته و جبروته متغلغلا فى جميع الدوائر الحكومية والمؤسسات مخترقا جميع اجهزة الدولة (الإنتقالية) من خلال نافذيه الذين ما زالوا يسيطرون على صنع القرار، مستغلين الأداء الحكومي الهش والضعيف (للحكومة) وعدم وجود (العين الحمراء) والعقاب الرادع للمشاركين في مثل هذه الإستفزازات التي تستهدف كثيراً من القطاعات الهامة والحساسة كالقطاع (الطبي) وقطاع (الكهرباء) وجرها إلى المواجهة والإضراب .
لقد كتبنا كثيراً ناصحين (حكومة حمدوك) أن تلتفت الى مسألة (تنظيف) الوزارات والمؤسسات والأجهزة النظامية من عناصر النظام السابق الذين يقومون (بالحفر) للثورة والعمل بكل ما أوتوا من قوة ونشاط على إفشال برامجها وبذر الفتنة بينها وبين المواطنين حتى تعم الفوضى وتكثر الأزمات وصولاً إلى ما يرغبون إليه (إن شاءالله بس تجوط) ، ولكن يبدو أننا (نؤذن) في مالطا فعلى الرغم من المشكلات (الموروثة) من النظام البائد والتي تتطلب العمل بجهد كبير لحلها فإن الإبقاء على هذه (الخلايا) حرة طليقة تفعل ما تشاء دون مساءلة تزيد من تفاقم الأمر.
الشي الذي (يفقع المرارة) تماماً أن هذه الخلايا التي تعمل على كل مما شأنه بذر الفتنة بين المواطن والأجهزة الحكومية ، والمتاجرة في الأزمات يساندها (إعلام) (يتفسح) كما شاء له يقوم بعكس صورة سالبه للأداء الحكومي إذ تتولى هذه المهمة مجموعة من الأقلام الصدئة التي تفرز (صديدها) عبر الصحف و(القنوات) ومنصات التواصل دون أن يقول لها أحد (تلت التلاتة كم) !
لقد حذرنا (ولا نزال) من عاقبة هذه (الهشاشة) واللين الذي تتعامل به (حكومة الثورة) مع هؤلاء (الفلول) ونبهنا إلى مخططاتهم (القميئة) لوأد هذه الثورة التي قدمت أرواح أبنائها مهراً من أجل الإنعتاق من حكم هذه الطغمة الفاسدة ولكن يبدوأن تحذيراتنا هذه تذهب أدراج الرياح ولا تجد الإذن التي تستمع لها مما يجعلنا نتوقع المزيد من المؤامرات التي لن يوقفها إلا الحسم (لكن وينو) !
كسرة :
بالأمس قرأت لأحد الأقلام الصدئة مقالا يصف فيه السيد رئيس الوزراء بالخائن (عديل كده) فتأملوا أيها السادة !!
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)
الفاتح جبرا
الجريدة