لجان المقاومة.. مشاركة راسخة تستحق الإشادة
(حنبنيهو).. كلمة السر للعبور بالوطن
* أحمد المفتي: لجان المقاومة أهم كيانات الرقابة الجماهيرية الحقوقية التي إعتمدتها الثورة
أدوار تعجز عن رسمها الأحرف عند الحديث عن لجان المقاومة، ولكن تظل الحقيقة الراسخة إن أجمل من أنتجته ثورة ديسمبر المجيدة، هو روح المسؤلية تجاه قضايا الوطن وسط الشباب، وكذلك الإحساس بمعاناة الآخرين واستنباط روح العمل الجماعي دون تمييز وفوارق. فإن جيل اليوم مُدرك ومتفهم لتحديات المرحلة، ويعلم أن العبء ثقيل وأن المرحلة الحالية هي الأصعب من التي سبقتها ولكن العزائم لا تلين وهو ما تؤكده تجربة لجان المقاومة في إرساء قيم المسؤلية الإجتماعية وهي تجربة جديرة بالإحترام وتستوجب الوقوف عندها قليلاً.
تعميم التجربة
وقال والي الخرطوم يوسف آدم الضى في تصريحات سابقة ثمن فيها تجربة لجان المقاومة ولجان التغييروالخدمات وجهودها الكبيرة في توصيل الخبز للمواطنين بمنازلهم ودعا الى تعميم هذه التجربة في كافة المناطق والأحياء. ويرى كثير من المواطنين أن لجان المقاومة تمثل رؤية أكبر من برامج الأحزاب السياسية خاصة فيما يتعلق بقضايا المرحلة الحالية وأنهم يقدمون دوراً أعمق من التنظير السياسي والفكري الموجود على مدى وقت طويل في عقلية الساسه في البلاد والتي لم تقدم سوى المزيد من الخلافات في أوقات الشدة والخطوب التي تحدق بالوطن.
وأنه في ظل مكايدات وعبث الساسة.. يظل شباب المقاومة وحدهم من يسدون الفراغات، بانتشارهم في الطرقات تحت هجير الشمس، والبقاء ساهرين في المخابز وأماكن الخدمات المتعلقة بالمواطنين. فهم الرهان والأمل وعلى الحكومة الاستفادة منهم والأستماع لهم هم الوحيدين صمام الأمان لهذه الثورة والحكومة الانتقالية.
أمل الأمة
وفي ذات السياق يلخص دكتور (أحمد المفتي) أدوار لجان المقاومة، ولجان التغيير والخدمات، التي وصفها بأنها أمل الأمة ، بشرط أن لا تفسدها، الممارسة والسياسة الحزبية. ودعا في منشوراته إلى تنظيم عملها واستدامته حتي بعد انتهاء الفترة الانتقالية . بإعتبارها من أحد أهم كيانات الرقابة الجماهيرية الحقوقية المُستدامة والمجانية، التي اعتمدتها الثورة الحالية، إذ أنه لم يكن لها وجود، عقب ثورتي أكتوبر 1964 و أبريل 1985 ، فضاعت الثورتان.
أصدرالمنشور رقم ( ٢٥٠٧ ) وهو مقترحاً لرسم الحدود الفاصلة، بين لجان المقاومة وبين لجان التغيير والخدمات، والتي هي تمثل المستوى الرابع. والأهم من مستويات الحكم الأربعة ذلك لأن علاقتها بالجماهير مُباشرة وعلى مدار الساعة. وذلك حتى تكون العلاقة بينهما، هي علاقة تكامل أدوار، وليس تنافس، لأن دور كل منهما لايمكن الإستغناء عنه .
وأشار إلى أن توزيع الرغيف (سلطة) ولذلك ينبغي أن تقوم به لجان التغيير والخدمات، أما دور لجان المقاومة في ذلك الصدد فهو ينحصر في (الرقابة الجماهيرية الحقوقية الميدانية المستدامة) على أداء تلك اللجان، لأن ممارسة أي سلطة مهما كانت صغيرة يمكن أن تكون مدخلاً للفساد ، وبذلك يتكامل دور لجان المقاومة، مع دور لجان التغيير والخدمات.
وحول مسألة توزيع السلع الغذائية والخبز أشار المنشور إلى أنه إي كانت الجهة التي بدأت في توزيع الرغيف في الأحياء ، (لجان مقاومة أو لجان تغيير وخدمات) ، فهي تستحق الشكر وماجورة أن شاء الله ونشيد بما تفعله، ونناشدها بتوسيع نطاق عملها، لأن الجماهير في حاجة ماسة لتلك الخدمة ولغيرها من الخدمات فقد أرهقتهم الضائقة المعيشية، وقال أن ما يؤكد علي أهمية ذلك التكامل، هو أن عضوية لجان التغيير والخدمات محدودة جدا، في حين أن عضوية لجان المقاومة تشمل كل (الثوار) ولا يُستبعد وجود اختراقات، لإفساد عمل تلك اللجان، وذلك يؤرقنا لأن مستقبل السودان يعتمد على شباب هذه اللجان ، الذين لم تفسدهم الممارسة السياسية الحزبية، والتي ظلت تفعل ذلك منذ الاستقلال ، فظل السودان كسيحا، على الرغم من موارده الضخمة.
جهود لا يمكن إنكارها
وفي ذات السايق قال: (حسين محمد عبدالمجيد) عضو مؤتمر طلاب المستقلين في تصريح للجريدة أن لجان المقاومة تؤدي دورا كبيرا في ظل الأوضاع الحالية، ولها إسهامات واضحة لا يمكن إنكارها، خاصة مع تزايد الأزمات. وذكر أنهم في الأحياء يقومون بتنظيم المواطنين والتنسيق لإيصال السلع الضرورية مثل السكر والخبز والغاز. ويقومون بعمليات إحصاء وتسجيل أفراد وأسر الأحياء لتسهيل هذه المهام. وأشار إلى أن هنالك أدوار توعوية في الجوانب الصحية حول جائحة (كورونا) تقوم بها لجان المقاومة إضافة إلى مراقبة الأفران وتوزيع الخبز والسكر وفي محطات الوقود ودورهم في الكشف عن المخربين والمحتكرين وهي أدوارمساندة للشرطة التي غيبتها الإنقاذ عن أدوارها المجتمعية. وتكشف مواقع التواصل الإجتماعي عن الأدوارالعظيمة التي تقوم بها لجان المقاومة في رصد ومراقبة تحركات الجهات التي تحاول تشتيت الثورة.
والجدير بالذكر أن شباب لجان المقاومة يكمن دورهم المفصلي وإبداعهم في أنهم يعملون بدافع تطوعي ودون مقابل مادي أو حتى معنوي فقط من منطلق إيمانهم بقضيتهم ودورهم في بناء الوطن وهم من خلقو (روح هذه الثورة) التي يحاول أنصار النظام البائد وبيأس أن ينالوا منها.
عاطف كمبال
صحيفة الجريدة