ومن عجائب الزمان أن يصدر امر من إحدى محليات ولاية الجزيرة يمنع المساجد من رفع الاذان بمكبرات الصوت في وقت يحتفي المسلمون في العاصمة الالمانية برلين بالسماح لهم برفع الاذان لاول مرة في تلك الدولة المسيحية ، بل ويزور الرئيس الصيني احد المساجد ويلتقي المسلمين بما يشبه الاعتذار عما لحق باخوانهم (مسلمي الايغور) من تنكيل خلال الفترة الماضية.
ما سمح برفع الاذان في المانيا ورفعت أغلال التضييق على مسلمي الصين الا خوفا من وباء الكورونا الفتاك الذي ارعب العالم واعتقل شعوب الدنيا داخل بيوتهم مما جعل كثير من الدول تتجه الى الله الشافي الكافي بعد أن عجز طبها المتقدم واطباؤها ومشافيها عن كبح جماح ذلك الوباء وبعد أن قلت حيلتها وفشلت في مواجهة ذلك الداء الوبيل ، فقد رأينا كيف تواصلت الشعوب مع المسلمين في شتى ارجاء العالم خاصة في اوروبا والصين طلبا للدعاء أن يصد ذلك الداء ، مثلما طلب قوم فرعون من سيدنا موسى عندما نزلت بهم بعض العقوبات جزاء تمردهم واستكبارهم : (وَلَمَّا وَقَعَ عَلَیۡهِمُ ٱلرِّجۡزُ قَالُوا۟ یَـٰمُوسَى ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَۖ لَىِٕن كَشَفۡتَ عَنَّا ٱلرِّجۡزَ لَنُؤۡمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرۡسِلَنَّ مَعَكَ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ).
للأسف فقد اصدرت مديرة ادارة العقيدة والدعوة بمحلية شرق الجزيرة امرا لأئمة وخطباء المساجد بعدم استخدام مكبرات الصوت الخارجية من داخل المسجد والاكتفاء بالسماعات الداخلية بكل دور العبادة ، وقالت المديرة آن ذلك جاء استجابة لخطاب رئيس لجنة امن المحلية!
وهكذا فقد اتضح أن الحرب على الاسلام لم تقتصر على قحاتة الخرطوم وانما باتت الولايات تتبارى في اظهار ولائها لتوجهات قحت المتطاولة على دين هذه البلاد ، بقيادة الحزب الشيوعي والتي لم تنجح في شيء مثلما نجحت في الحرب على الاسلام ، اما معاش الناس وبقية ازمات البلاد فقد فشلت فيها فشلا ذريعا.
للاسف فقد بتنا لا نجد مساحة في مقالنا اليومي لغير التصدي للحرب المتعددة الرؤوس التي تشن من عدة وزارات ومؤسسات وهيئات ، فقد خصصنا اليومين الماضيين مثلا لحروب الجمهوري الضال القراي على مناهج التعليم وقبل ذلك كنا قد خصصنا بعض المقالات حول توجهات القحاتة للتعجيل باغلاق المساجد ومنع الجمعة والجماعات لدواعي الكورونا بالرغم من انهم لم يوفروا من السلع ما ينهي صفوف الخبز والغاز والوقود والمواصلات ويفض الزحام في الاسواق والاماكن العامة.
إنني لارجو من والي الجزيرة ان يوقف هذا العبث كما اطلب من المسلمين الا يستجيبوا لهؤلاء المتطاولين على دينهم وشعائرهم.
الطيب مصطفي
الانتباهة