دعا المجمع الصوفي العام إلى الأخذ برخصة تعليق صلاة الجمعة والجماعة مؤقتاً بسبب وباء الكورونا ، ولفت المجمع إلى أنه بناءً على توجيه أهل الاختصاص و المجتهدين من علماء المجمع الصوفي العام ، فإنه يرى ضرورة تعليق الصلوات ‘جمعة و جماعة و أن يصلي الناس في بيوتهم إلى أن يرفع الله الوباء و البلاء.
وأكد المجمع الصوفي العام في بيان له اليوم أن حفظ الأرواح مقصد ضروري من مقاصدالإسلام لقوله تعالى
( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين). وقوله عز وجل : ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
بِكُمْ رَحِيمًا).
وأوضح المجمع في بيانه أنه إذا ما تبين وجود مرض معدٍ فهو عذر للمسلم
ورخصة لترك الجمعة والجماعة ، وذلك حفاظاً على نفسه ونفس غيره ، لقول
الشيخ الطاهر بن عاشور : “ومعنى حفظ النفوس حفظ الأرواح من التلف أفرادا وعموما
وفيما يلي تورد سونا نص بيان المجمع الصوفي:
بسم الله الرحمن الرحيم
المَجْمَع الصُّوفي العام
بيان للناس ونداء
ألا فصلوا في بيوتكم واجعلوها قبلة
يقول الله تعالى : ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
ويقول عز وجل : ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَان
بِكُمْ رَحِيمًا.
إن من المعلوم ضرورة أن حفظ الأرواح مقصد ضروري من مقاصد الإسلام ،
والصَّلاة جماعة مقصد دائر ما بين الحاجي و التحسيني و الضروري ، والأخير
مقدم عليهما ، فإذا ما تبين وجود مرض معدٍ فهو عذر للمسلم ورخصة لترك
الجمعة والجماعة ، وذلك حفاظاً على نفسه ونفس غيره ، يقول الشيخ الطاهر
بن عاشور : “ومعنى حفظ النفوس حفظ الأرواح من التلف أفراداً وعموماً ،
وليس المراد حفظها بالقصاص كما مثل بها الفقهاء بل نجد أن القصاص هو أضعف
أنواع حفظ النفوس لأنه تدارك بعد الفوات ، بل الحفظ أهمه حفظها من التلف
قبل وقوعه مثل مقاومة الأمراض السارية” و لم يُمنع المجذوم و الأبرص و
صاحب الرائحة الكريهة من المسجد الا لتعدي أذاهم إلى الغير ، ولما تبين
من أهل الاختصاص أن المصاب بفايروس كورونا المستجد (COVID 19) متعدٍ في
ضرره ويصعب تعيين المصاب به حتى يحدد بعينه بعد فترة حضانة أسبوعين وبه
يمنع من ارتياد المسجد ، فإنه يلزم وجوباً أن تعلق الصلاة عموماً سواء
كانت جمعة أم جماعة يقول تعالى : ( هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ
عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما
أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ) ، ولأن التعيين كما ذكرنا فيه مشقة
ومعلوم عند أهل الأصول أن المشقة تجلب التيسير ، ووجوب المنع هنا أشار
إليه الإمام النووي في شرح مسلم إشارة إلى منع المجذوم خوف ضرره كما ورد
في الحديث الشريف : ( لا ضرر ولا ضرار ) ولاشك أن الضرر يزال وهنا
بارتكاب أخف الأضرار ، والأدلة في ذلك لاحصر لها مما لا يسع المجال لذكره
، و للمخالف بالطبع اجتهاده الذي يؤجر عليه ، إلا أننا وبناءً على النصوص
الأصلية والفرعيات المشتقة من أصلها ، وبناءً على توجيه أهل الاختصاص و
المجتهدين من علماء المجمع الصوفي العام ، فإننا نرى تعليق الصلوات ‘جمعة
و جماعة و أن يصلي الناس في بيوتهم إلى أن يرفع الله الوباء و البلاء فهو
اللطيف الذي يدبر لعبده في الخفاء ما لا يعلم ولاحول ولاقوة إلا به إنه
هو العلي العظيم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سونا