القمح من هنا نبدأ!!

* يدخل حصاد القمح اسبوعه الخامس، بينما صرحت ادارة مشروع الجزيرة بأن الحصاد قد شمل 65% من المساحات المزروعة، وهذه المعلومة مشكوك في صحتها، لجهة أن ادارة المشروع لا تملك احصائيات ولا قاعدة بيانات حول المساحات المزروعة فعليا، وحتى المساحات التي تم حصادها لا يوجد ما يؤكدها وهذه هي مشكلة مشروع الجزيرة في غياب الادارة، اضعف كل آليات العمل، وصارت الادارة تتعامل بنظام رزق اليوم باليومر علما بأن التقسيم الاداري في المشروع يمتاز بنظام صارم وتقليد راسخ تأثر بنظام الارشاد والمتابعة وتطبيق الحزم التقنية التي أصبحت جميعها مجرد نظريات .

* حصاد القمح على الرغم من الانتاجية المبشرة إلا أنه تعرض للكثير من المشاكل التي اضعفت الانتاجية جراء الفاقد والحرائق والترحيل . فاقد ما قبل الحصاد شكل الغالب الاعم للفاقد، جراء تأخر دخول الحاصدات الى الحقول الامر الذي جعل نضوج سنابل القمح وبسبب ارتفاع درجات الحرارة وسطوع الشمس والاهوية يطق ويحت في الارض بجانب ان هنالك فاقد اثناء الحصاد متعلق بتدني كفاءة الحاصدة وتخزين بعض الانتاج داخلها وضياعه على الارض . المزارعون الذين حصدوا في الاوائل حققوا انتاجية عالية بينما بدأت الانتاجية في النقصان بشكل ملحوظ للفاقد .

* على حسب متابعتنا للمزارعين الذين حصدوا خلال الايام الماضية في قسم ودحبوبة مكتب دلقا حصد المزارع محمد أحمد المبارك عيشاب حواشته البالغة 4 فدان فكانت الانتاجية الاجمالية 28 جوال تكاد بالكاد ان تحقق التكلفة بواقع 7 جوالات / الفدان وهذا يعني ان الفاقد ما قبل الحصاد في تصاعد يوميا تجاوز ما نسبته 50% ،خاصة وأن هنالك مساحات كبيرة لم يتم حصادها وعلى حسب ما هو متبع في مشروع الجزيرة، أن يتم حصاد المساحات خلال فترة اقصاها 26 يوم تضمن فاقد أقل مما هو عليه الآن. المطلوب الآن الاسراع في عملية الحصاد عبر التعبئة الشاملة بتوجيه الحاصدات والناقلات الى المناطق التي لم تشهد بعد اكتمال الحصاد .

* الحكومة تعاملت بإهمال واستهتار مع معركة الحصاد التي لم يدشنها مسئول وحتى الاعلام اصبح بعيدا عن هذه المعركة وفشله في نقل صورة مكتملة كما يرويها المزارعون واصحاب الحاصدات والعاملون فى الحقل . الحديث اصبح غير مجد حول وزير الزراعة الذي احبط الحكومة والمزارعين، ولا يوجد مبرر واحد يبقيه حتى الآن في منصبه، ولجنة التحضير للموسم الصيفي الذي شكلها رئيس الوزراء لابد أن تنطلق من تقييم الموسم الشتوي الذي هو الآن في مراحل الحصاد وتجربة الحصاد جديرة بالتقييم بعد أن تأكدت انتاجية القمح العالية أهم مؤشر للاعتماد على الاكتفاء الذاتي من القمح في المواسم القادمة .

حسن وراق
الجريدة

Exit mobile version