قال لي: انتو ضد”الثورة”؟
قلت: وما الدليل؟
قال لي: بتنتقدو في قحت وحكومتها؟
قلت: وهل قحت وحكومتها هي الثورة؟.
قال لي: نعم
قلت: هل كل الذين ثاروا ضد حكم الرئيس السابق هم منتمون لقحت؟
قال لي: لا. وغالبهم كمان ما عنده قناعة بالاحزاب.
قلت: اذا ولماذا تحتكر الثورة لاحزاب قحت ولحكومتها؟ اراك يا صديقي وقعت اسيرا لتضليلهم، فهم يريدون من بعد الفشل والعجز ان يختبأوا تحت لافتتين:
الاولى: من يقف ضدنا هم الكيزان
والثانية: من يقف ضدنا فهو ضد الثورة، فنحن” الثورة”، والثورة نحن!
قال لي: لكن الكيزان ضدهم؟
قلت: طبيعي ومنطقي، فهم كانوا ضد الكيزان بالأمس وعارضوهم. ولكن بالله عليك لو اصلحوا حياة الناس ونجحوا هل كان ممكن شخص يستطيع ان ينتقدهم؟
قال لي: داير تقول شنو؟
قلت: عدو حكومة قحت الحقيقي هو فشلها وعجزها عن تغييرالواقع لواقع افضل مش الكيزان.
فأنت مثلا: تحتاج للمواصلات، رغيف، غاز، بنزين وجازولين.
قحت وحكومتها تقول لك عمليا: نحن ما قادرين نوفر ليك، ولمن تحتج تقول لمن يحتج انت ضد الثورة!
يعني انت ما ح تركب مواصلات ومطلوب منك ما تحتج لانو البديل الكيزان!
وانت لن تجد الغاز والجاز وتقطع ليك الكهرباء، وكل المعاناة تعيشها ومطلوب منك الا تحتج! ليه: لأن قحت بتحاول تزرع ليك في عقلك انو بديلها الكيزان فقط مش حكومة كفاءات حقيقية من ناس ما عندهم علاقة بالاحزاب.
قال لي: لكن الكيزان ممكن يكونوا بيعملوا فيهم كده ؟!.
قلت ضاحكا: ايام الكيزان هل كانت هنالك ازمة ومشاكل في الوقود، وفي الخبز، وفي النقود، وفي الكهرباء؟
قال لي: نعم وده واحدة من اهم اسباب الثورة عليهم.
قلت: طيب لو ان لديهم القدرة على صنع ذلك. لماذا كانت الأزمات في عهدهم. اذا هم كانوا قادرين عليها كان عالجوا الصفوف والمشاكل ايام هم في الحكومة.
قال لي: طيب والحل.
قلت: بصورة مبسطة يا صديقي ” اولا لازم تعرف انو انت طلعت عشان تغيير الواقع للافضل، وطالما ما تم تغيير للافضل ومافي مؤشرات عليهو فمن الافضل ان يتم تغيير الوسيلة لا الهدف”.
مقاطعا: كيف؟
قلت: الوسيلة قحت وحكومتها والهدف هو تغيير الواقع لواقع افضل. وطالما قحت عجزت عن تحقيق الواقع لازم ” تمش وتجي حكومة جديدة بوثيقة دستورية جديدة، بحاضنة سياسية جديدة تغير الواقع ده لواقع افضل. ما تخليهم يغشوك ويقول ليك بطريق ملتوي (نحن الثورة) هم مجرد فصيل شارك في الدعوة للتغيير ضمن آخرين”.
قال لي: ال ح يجي منو؟
قلت: تاتي حكومة كفاءات حقيقية. ” وتتعمل حاضنة سياسية ليها من كل قوى الشارع الشارك في ١٩ ديسمبر ٢٠١٩ مش قحت بس”.
الطاهر حسن التوم