المفهوم الرائج والراجح أن السياسة وأفعالها قد تراجعت مكانتها لصالح الاقتصاد، وصار الإقتصاد ومعاش الناس أو ما يسمى حديثاً بالدولة الخدمية هي من تحكم وتحقق الاستقرار ورضا الناس، وهذا مشاهد في دول الخليج وغيرها، إذ ان الحديث عن السياسة والحكم يعد من الترف مادامت الدولة تقوم بواجبها تجاه مواطنيها.
الملاحظ في السودان وخاصة بعد التغيير تعلو أصوات نُخب وأحزاب تحدثنا عن نظريات في تحقيق الحريات والديمقراطية والعدالة، وقد سقطت فيهما بامتياز، قبل أن تسقط سقوطاً أكبر ومدوياً في الرؤية والتخطيط والاقتصاد ومعاش الناس.
وبالتأكيد لن تصمد هذه الشعارات الثورية التي كانت تدفع الراي العام يوما ما، فهي أشبه بـ(ببنج) سيفك أمام جوع البطون وتفاقم الازمات وهذا ما بدأ يحدث الآن فعلياً وبوضوح في تغير الراي العام السوداني بشكل لافت تجاه (قحت).
هذا التراجع تقرأه في الشارع، وفي السوشيال ميديا وفي حتى نتائج دراسات الرأي العام العلمية والتي نشرتها صحيفة الانتباهة قبل أيام، وقد اعدها المركز المستقل للبحوث ودراسات المستقبل حيث أشارت نتائج المسح الذي أجراه المركز في الفترة من ديسمبر 2019م إلى مارس 2020م إلى إنخفاض في تصنيف قحت من 62.7٪ إلى 29.80٪ . وقد تدهور هذا التصنيف بصورة أكبر في ابريل.
وهو بالتأكيد مؤشر مهم لتداعيات السقوط فليس لـ (قحت) من نقطة قوة واحدة تعول عليها وتستند بها غير (الشارع)، الذي أصبحت تفقده يوماً بعد يوم امام فشلها وعجزها حتى في تلبية مطالب (الثوار)، دعك من أشواق ومطالب عامة اهل السودان.
ابومهند العيسابي