الانقاذ علي سقطاتها وسوء تدبيرها .. كنت ألمح في عهدها شكل الدولة ..
نقاشنا كان حول كفاءة الدولة ذاتها .. ومشروعنا كان عن كيفية تنظيم هذه المؤسسات بحيث تعمل بكفاءة أكبر .. الأن تقوم حكومة الحرية والتغيير ولأن قادتها نشطاء منظمات لا يعرفون كيف يعملون من داخل مؤسسات الدولة بخلق مؤسسات موازية .. هذه الحكومة تؤسس وبصورة راتبة لجانآ تضلع في الأساس بمهام الوزارات أو الجهات العدلية .. وترفض أن تضع نفسها تحت رقيب المراجع العام و “الفواتير” ..و هو مدخل لفساد لم تجرؤ الأنقاذ في عز جبروتها علي فعله ..
في عهد الأنقاذ كنا نتكلم عن “تنمية” متوازنة .. اليوم نحن نطلب من حكومة حمدوك توفير بعض الدقيق والوقود .. وهي عاجزة عن ذلك .. أختفت هذه الكلمة عن قاموسنا السياسي في زمن “الشحدة” و الموازنات القائمة علي “التسول” .
خذ مثلآ أعمال النظافة وأصحاح البيئة و تعبيد الطرق الروتينية ..الخ أعمال روتينية لم تعد الدولة قادرة علي الضلوع بها ..
حتى القليل الذي كانت تحرص الأنقاذ علي تقديمه لم يعد موجودآ ..
و علي اليد الاخرى .. دمرت هذه الحكومة مؤسسات ومنظمات كانت تقدم العون للسودانيين .. ولم تشغل نفسها بأيجاد البدائل .. وفي ظل كل هذه الأزمات فنحن الأن بلا حكومة ولا منظمات تغطى علي ضعف الدولة .. ولا موازنة .. ولا سلام .. ولا وقود.. ولا سلع تموينية .. و فوق ذلك بلا سيادة وطنية .. ولذلك شكرآ حمدوك .
عبد الرحمن عمسيب