يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخطاب الى الفرنسيين مساء الإثنين يرتقب أن يعلن فيه أن اجراءات الإغلاق لمواجهة فيروس كورونا المستجد ستستمر لعدة أسابيع إضافية كما سيحدد كيفية خروج البلاد من هذه الأزمة.
يلقي ماكرون ثالث خطاب متلفز له إلى الأمة حول وباء كوفيد-19، من قصر الإليزيه. وكان أعلن في خطابه الأخير عن إجراءات إغلاق البلاد لإبطاء انتشار الفيروس اعتبارا من 17 مارس.
ويأتي خطاب ماكرون فيما ظهرت مؤشرات أولى على تباطؤ الانتشار في فرنسا وعلى أن العزل بدأ يعطي نتائج حيث ان المنحنى بات ثابتا ولو على مستويات مرتفعة.
وأعلنت فرنسا الاحد عن تراجع في عدد الوفيات بكوفيد-19 في الساعات الـ 24 الأخيرة مع 315 وفاة في المستشفيات، مقارنة مع 345 في اليوم الذي سبقه.
والحصيلة الإجمالية للوفيات بفيروس كورونا المستجد بما يشمل الاشخاص الذين توفوا في دور رعاية، باتت 14 ألفا و939 كما أعلنت وزارة الصحة.
ولليوم الرابع على التوالي تراجع عدد المرضى في العناية المركزية الأحد بـ35 مريضا ما يجعل اجمالي عدد الاشخاص الذين يحتاجون هذا العلاج 6845.
لكن المسؤولين في القطاع الصحي حذروا من أن الوضع يبقى خطيرا وخصوصا في منطقة ايل دو فرانس حيث لا تبدو العودة الى الحياة الطبيعية قريبة.
وسيسعى ماكرون إلى التحذير من أن تخفيف إجراءات العزل في وقت سابق لأوانه سيكون كارثيا، مع طمأنة الفرنسيين في الوقت نفسه إلى أن الحكومة لديها خطة لإعادة البلاد إلى الوضع الطبيعي.
وإجراءات العزل في فرنسا سارية منذ قرابة شهر، ويسمح فقط بالخروج لأوقات قصيرة للتسوق أو القيام بأمور محدودة أخرى.
وأفادت مصادر مقربة من ماكرون أن الرئيس سيعلن تمديد تدابير العزل في البلاد حتى العاشر من مايو على الأقل.
وكانت صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” أشارت إلى أن العزل قد يستمر حتى نهاية الشهر المقبل وإعادة فتح المدارس في سبتمبر.
وذكرت مصادر قريبة من الرئيس الفرنسي أن الأخير “سيشير إلى موعد انتهاء العزل خلال مايو أقله بعد عطلة نهاية أسبوع 8 إلى 10 منه. وهو موعد بعيد كفاية لنفهم أننا سنبدأ برفع للعزل لكن تدريجيا”.
وأضافت أنه من المتوقع أن يختار الرئيس موعدا “بعيدا بما يكفي لتوضيح الجهود اللازمة وقريبا كفاية لرسم صورة فرنسا ما بعد الوباء”.
وكانت الحكومة الفرنسية توقعت الأسبوع الماضي ارتفاع العجز إلى 7.6 بالمئة وتراجع إجمالي الناتج المحلي ستة بالمئة، في حين أعلنت باريس رفع قيمة خطة الطوارئ لمواجهة الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا من 45 مليار إلى مئة مليار يورو.
وأضافت المصادر المقربة من الرئيس أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد حول إبقاء المدارس مغلقة حتى أيلول/سبتمبر.
وكثف ماكرون في الآونة الاخيرة زياراته إلى المستشفيات من دون صحفيين، للتشاور مع الفرق الطبية الجامعية المشاركة في البحوث السريرية لتطوير علاج لفيروس كورونا، وزار مدينة مرسيليا بجنوب البلاد الخميس الماضي للقاء البروفسور ديدييه راوول المدافع عن الهيدروكسيكلوروكين لمعالجة مرضى فيروس كورونا المستجد.
الحرة