طالب وزير الصحة دكتور “أكرم علي التوم” مجلس الأمن والدفاع واللجنة العليا للطوارئ الصحية بإغلاق كامل للخرطوم وزيادة ساعات حظر التجوال ليصبح حظراً شاملاً لمدة (24) ساعة لثلاثة أسابيع، في إطار إجراءات مكافحة فيروس (كورونا المستجد) .
حتى الآن .. لم تستجب السلطات العليا في الدولة لمقترح وزير الصحة، وأرجأت القرار، وحسناً فعلت .
تعلمون أننا في صحيفة (المجهر السياسي) قد توقفنا عن الصدور لمدة أسبوع ، تجاوباً مع موجهات وزارة الصحة ولجنة الطوارئ الصحية، باعتبار أنه كان أسبوعاً مهماً وحاسماً في تحديد عدد الحالات الحقيقية المصابة بفيروس(كورونا المستجد) في بلادنا ، بعد دخول مئات المسافرين عبر مطار الخرطوم والمعابر البرية قبل نحو ثلاثة أسابيع.
وبمتابعتنا اللصيقة لأخبار انتشار مرض (كوفيد19) حول العالم حتى ساعة متأخرة من مساء أمس(الجمعة)، فقد بلغت جملة الحالات المؤكدة للإصابة بالمرض (1.630.235) حالة ، وبلغ عدد الوفيات (98.399) وفاة، وسجلت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر عدد من الإصابات في العالم بأكثر من (473) ألف إصابة مؤكدة، توفى منها أكثر من (17) ألف أمريكي ومقيم بالولايات المتحدة.
غير أنني لاحظتُ أن عدد الإصابات قليل في دول المناطق الحارة في العالم ، وهو ما يؤكد ما ذهب إليه بعض علماء الفيروسات ومنهم الطبيب السوداني دكتور “حجر” ، أن فيروس (كورونا) لا يعيش في درجة حرارة تزيد عن (37) درجة ، والدليل على صحة هذا الافتراض أن عدداً من المخالطين في السودان لمرضى (كوفيد19) لم تنتقل إليهم العدوى ، وأكدت نتائج الفحص أنهم أصحاء ، كما في حالة الطاقم الطبي المخالط للحالة (6) بمستشفى “فضيل” ومستشفيات أخرى زارها المتوفى .. رحمه الله .
لحسن الحظ ، ومن رحمات الله على عباده أهل السودان، يبدو أن بيئتنا القاسية لا تناسب انتشار هذا الفيروس اللعين الذي قضى على عشرات الآلاف في دول العالم حولنا .
قولي هذا لا يعني الدعوة للتساهل والتراخي في إجراءات السلامة الصحية التي اتخذتها الدولة ، ولكن في ذات الوقت فإن التزيد في الإجراءات والتضييق على الناس بزيادة ساعات الحظر وإقرار حظر التجوال الكامل والشامل في ظل ظروف اقتصادية بالغة التعقيد ، يعني الحكم بالموت جوعاً .. ومرضاً على مئات المواطنين بأدواء أخرى خطيرة ومزمنة مثل السرطان ، السكر ، أمراض القلب وضغط الدم والأزمة وغيرها من الأمراض التي تحتاج إلى رعاية وعناية صحية مستمرة ومراجعة للأطباء والمستشفيات والصيدليات ، ما يتعذر في حالة الحظر الكامل .
كما أن نظرة وزيري المالية والصحة القاصرة للمعالجات المالية وحصرها في (بائعات الشاي) ، يكشف عن حدود تفكير (الناشطين) المحصور في هذه الفئة الاجتماعية المحترمة، لأسباب مختلفة !!
غالبية المجتمع السوداني حاله يشبه حال (ستات الشاي) وأسوأ منهن .. لو تعلمون ، وقد ساء حال الملايين خلال العام الماضي أكثر مما كان عليه مراتٍ ومرات ، ولذا فإن الحظر الشامل يعني اندلاع ثورة الجياع في الشوارع ، والتمرد على سلطة الدولة، وعدم الانصياع لإجراءاتها الصحية .
لا مبرر لإعلان حظر شامل ، وما يزال فيروس (كورونا) محدود الأثر والفاعلية – والحمد لله- في سودان الشمس الحارقة .. بلد الصالحين والصالحات .
الهندي عزالدين
المجهر