يتوهم من يعتقد بأن النظام في السودان نظاما مدنيا ديموقراطياً حقيقياً ، فالأمر واضح وضوح الشمس بان هذا النظام هو جزء من النظام السباق او بالمعني الصحيح الانقاذ تو مطعمة ببعض المتسلقيين من الاحزاب التي لا يتجاوز اعضائها شحنة دفار ، هذه التشكيلة الهشة لم تكن دوماً متكافئة لان وزراء قحت نشطاء مسيرين من بعض الدول ، اما العسكر فحدث ولا حرج احداهما لم يكن له اي مؤهل وخدمته لا تتعدى عشرون عام في قوات غير نظامية يحمل رتبة فريق اول ويأخد الاوامر والتعليمات من الامارات والسعودية مقابل ارسال مرتزقة الى اليمن وليبيا.
السودان يدار بهذا الثنائي الفاشل تبعاً لسياسات الامارات والسعودية ومصالحها ومزاج حاكميها.
السودان أصبح على كف عفريت في ظل انسياق القطيع وراء فشل هذه الحكومة والتطبيل لها بشعارات واهية مثلها مثل شعارات الانقاذ ، ما هو الفرق بين سير سير يا البشير وشكرا حميدتي وشكرا حمدوك؟
السودان أصبح فعلاً ساحة يتصارع عليها الاحزاب بمعاونة دول لا تريد الاستقرار في السودان .
هل تتمكن حكومة قحت الضعيفة أصلاً من قيادة السودان نحو الاستقرار ؟ إنه أمر مشكوك فيه على الرغم من كفاءة حمدوك الشخصية وخبرته في الامم المتحدة ، إلا أن الوضع ربما بلغ من الخطورة بحيث أن العلاج أصبح يتطلب خطوات جريئة قد تزعج العسكر والامارات والسعودية . الدولة السودانية أصبحت في مهب الريح ولابد من انقاذها من التقسيم، لان ما أراه اليوم يبشر بتقسيم الدولة ولكن من المؤسف ان جماعة قحت والمطبليين لهم ينكرون هذه الحقيقة وكل من يقولها فهو كوز.
انا في نظري الكوز ليس حزب فالكوز سلوك والقحاتة سلوكهم لا يختلف عن الكيزان ، اذا اردتم ان تكوزنوا اي احد فكوزنوه ولكن الحقيقة ستظهر عاجلا ام اجلا . إن كان السودانييون يريدون أن يضعوا حداً لضعف الدولة يجب أن تتماسك مؤسسات الدولة مثل الجيش بحيث لا يكون لها ارتباط بدول أخرى أو حتى بقوى سياسية . الحكومة الحالية كسابقتها تعلم أن بعض الميليشيات المنضوية تحت خيمة الدعم السريع لا تأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة وهي تتبع أوامر قائدها الذي يتلقي الاوامر من الامارات والسعودية .
في السودان لا نحتاج أن نعادي الامارات أو السعودية ، أو نقف معهم في حروبهم ضد اليمن وليبيا ، ولكن نحتاج أن نقف مع أنفسنا ومع دولتنا ومصلحتها التي تقتضي أن تكون مستقلة. كل من يُقدِّم مصالح وسياسات دولة أخرى لأسباب مادية على دولته لديه مشكلة حقيقية ! المشكلة السودانية معقدة وتحتاج إلى حلول ناجعة، وهذه الحلول تكمن في مؤسسات يقودها خبراء متمرسون وحكومة متماسكة تتخذ قراراتها وفقاً لمصالح الدولة. لقد أصبح لزاماً على الحكومة الانتقالية أن تتخذ إجراء حاسماً في هذا الأمر الذي لن يحل بالإهمال أو التجاهل .
الطيب محمد جاده
الراكوبة