(إنتو ليه سودانيين كده) ؟!!

[JUSTIFY]
(إنتو ليه سودانيين كده) ؟!!

*الطفل (الهجين) كان يرمق بأسى والده (السوداني) وهو يلطم نجاح زوجته الروسية بـ(كفوف!!) كلماته الجارحة ..
*كانت الزوجة ترتقي من نجاح لآخر في عملها المصرفي بينما الزوج يكابد مشاق محاولة إثبات الذات في وطن (الصقيع) ..
*ولما لم يطق صبراً الطفل صاح في وجه أبيه ببراءة الطفولة : ( إنت ليه سوداني كده ؟!) ..
*ولا أحد من رواة القصة هذه يدري (حقيقة) ما عناه الطفل بمفردة (سوداني) تلك :
*هل كان يعني أنْ لماذا والده هو (أسمر) هكذا قياساً إلى لون بشرة أمه ؟! ..
*أم كان يعني أنْ لماذا أبوه (أسود القلب!!) إلى الحد هذا ؟! ..
*ومجالسنا المجتمعية العامة في السودان لا تكاد تخلو من عبارة (حرامي ، جاب القروش دي من وين يعني ؟!) متى ما ذُكر اسم شخصٍ ذي نعمة مثلاً ..
*ومجالسنا الطبية لا تكاد تخلو من عبارة (شهرتو دي عملها بالدعاية بس ، ما عندو حاجة !!) متى ما ذُكر اسم طبيب مشهور ..
*ومجالسنا الفنية لا تكاد تخلو من عبارة (بستغل علاقاتو مع الصحفيين عشان يلمعوهو ، كيسو فاضي !!) متى ماذُكر اسم مطرب أو موسيقي أو شاعر أو مذيع ..
*ومجالسنا الصحفية نحن أنفسنا لا تكاد تخلو من عبارة (زمن ابن كلب اللي يخلي واحد زي ده ياخد أضعاف اللي بياخدوهو صحفيين أشطر وأقدم وأحسن منو!!) متى ما ذُكر اسم زميل نال حظاً من الشهرة ..
*والعلامة عبد اله الطيب نُسب إليه قولٌ لا أعلم مدى صحته خلاصته أن قبائل العرب الذين امتزجت دماؤهم بدماء السودانيين اشتهرت جميعها بالحسد عدا واحدة..
*وحديث آخر نُسب للترابي لا أدري مدى صحته كذلك فحواه أن تعريف أبناء السودان بـ(السودانية) مرجعه إلى أنهم (سود النية !!)..
*وحديث ثالث لا أعلم لمن يُنسب يربط بين صفتين اشتهر بهما السودانيون هما (الحسد) و(الكسل) ..
*بمعنى أن (الكسل!!) الذي يُقعد بالسوداني عن الإجتهاد في مجالٍ ما هو الذي يدفع به إلى (حسد) الذين شذوا عن القاعدة هذه فـ(نجحوا !!) ..
*والطيب صالح لو قُدر له أن يبقى بـ(موسمه!!) في بلادنا لما (هاجر شمالاً) ربما ليضحى (موسم الهجرة إلى الشمال) الذي عرفه العالم أجمع ..
* ورب العزة خالق الناس يقول في المعوذتين (من الجنة والناس) و(من شر حاسد إذا حسد) ..
*والشاعر العربي قائل بيت (الحسد) الشهير (وقديماً كان في الناس الحسد) لعله إن عاش بيننا كان استبدل مفردة (الناس) بـ(السودانيين!!) ..
*ورئيس حزب الأمة الصادق المهدي قال لكاتب هذه السطور يوماً :(مقياس نجاح المرء في بلادنا هو أن يُحسد بمقدار نجاحه هذا) ..
*أي أن من كان ناجحاً (جداً) فهو يكون محسوداً (جداً !!) ..
*ومن كان ناجحاً (قليلاً) فهو يكون محسوداً (قليلاً) ..
*ومن لم يكن ناجحاً (خالص) فهو ينجو من الحسد (خالص) ..
*فيا أيها السودانيون: ( إنتو ليه سودانيين كده ؟؟؟!!!!) .

[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصحافة

Exit mobile version