يا سهير عبدالرحيم تفرغي للشأن المصري واتركي الباقي للثوار

خلال 30 عاما من حكم الشرذمة لم نشهد اي تطبيق لتعاليم الاسلام ، ولم نشاهد اخلاقيات الاسلام مثل الحلم والعفو عند المقدرة أو مساعدة الفقير والعمل على توفير حياة كريمة للشعب . لكننا شاهدنا القتل والسحل والضرب والاذلال التي كان يفتخر بها هؤلاء الاوغاد ، ويكفرون هذا و يذمون هذا ويضربون هذا ويقطعون عيش هذا. ولو حاولنا حساب مسالبهم نحتاج إلى ماء البحر حبرا . لكن الحمد لله الشباب المستنير خلصنا منهم دون ضرب او حرب من خلال ثورة سلمية رغم الالة العسكرية والعدة والعتاد الذي اعدوه لنا.

وعندما حاول هؤلاء الشباب تعديل مسار الثورة والتخلص من هؤلاء في كل يوم نسمع من يقول لماذا ، وقد طالعتنا بالأمس سهير عبدالرحيم التي كتبت بعض الموضوعات عن العلاقات المصرية السودانية واكتسبت بعض الصيت ” الا الجنرال” ، نقول من هو الجنرال؟ . هل هو الذي لم يؤيد الثروة في يوم من الايام ، وهو الذي كان يبث برنامج اغاني واغاني والالة العسكرية للنظام البائد تحصد في ارواح فلذات اكبادنا دون شفقة أو رحمة. ولم نسمع من هذه القناة الكيزانية حتى عبارة استنكار لذلك ، وعندما ترحم احد الشباب العاملين على الهواء مباشر على ارواح الشهداء فقد وظيفته ، وخلال الايام القليلة الماضية عندما قام الشباب بوقفة احتجاجية يطالبون بتصحيح المسار في القناة فقدوا وظائفهم ايضا.

لايهمنا السر قدور ولا سهير عبدالرحيم ولا مكارم بشير ولا هدي عربي ولا الترباس ولافضيل الذي شتمنا في تركيا، الثورة ماضية في طريقها حتى يحقق الشباب مايريدون، فليذهب كل الكيزان غير مأسوف عليهم . انها ثورة الوعي التي جاءت لترد الحقوق لاهلها وجاءت لتعيد للناس كرامتهم ، وتعيد تطبيق الاسلام الحقيقي ، ليس دين الترابي او علي عثمان أو نافع أو غيرهم من تجار الدين.

انطلاقا من تعاليم الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) حيث قال( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) مما يؤكد انه حتى في الجاهلية كان هناك اخلاق وقيم ، والدليل على ذلك عندما رفض أبو جهل اقتحام بيت النبي صلى الله عليه و سلم خوفا من فضيحة ترويع نساءه ! : حيث ان الجاهليين قديما غير الجاهليين اليوم…
والجاهليون في هذا الزمان تخلوا عن المروءة والأدب والقيم !
أما الجاهليون قديما فكانوا يرون مثلا أن ترويع النساء و اقتحام البيوت أخلاقا ذميمة تجلب العار !
وعندما اختار كفار قريش رجلا من كل قبيلة ليقتلوا محمد صلى الله عليه و آله و سلم، باتوا واقفين على باب بيته طول الليل ينتظرون خروجه للصلاة، و لم تسول لهم أنفسهم اقتحام البيت، و حينما طال الانتظار و قال أحدهم :” لنقتحم عليه داره”، رد عليه أبو جهل قائلا : ” لا أريد أن تتحدث العرب أني أروع نساء محمد ” !

فهؤلاء روعونا وروعوا نسائنا واولادنا واحفادنا وحتى الجيران. وقد جمعوا من الثروات ما يفوق حاجتهم وحاجة ابنائهم واحفادهم واحفاد احفادهم، لاخوف عليهم يا سهير ، وقبل كم يوم كتبتي عن قائمة الرخيصين وتباعهم كلبهم لكن هذه القائمة تضم سبعمائة رخيص ومعهم كلابهم. وتخافين على الجنرال ، القنوات السودانية ايام الانقاذ كان قمة الاسفاف والسطحية ، ولاتوجد قناة واحدة تشرف السودان ، كما يقولون الاعلام مرآة الامة ، ولم تكن واحدة منهم مرآة الامة ولم تعكس أي شيء عن السودان واهله ،وحتى برنامج اغاني واغاني الموسم الاول فقط قبل به، ثم بدأ في التكرار الممل ، ولم يحق أي اضافة للثقافة السودانية او الفن السوداني ، سواء من السر قدور أو الذين يستضيفهم.

وهذه القنوات الكيزانية تم ارضاعها من ثدي الدولة حتى تكبر وتتضخم على حساب التلفزيون القومي الذي اصبح عبارة عن شبح ، وفي حالة يرثى لها. وحتى الاعلانات التي تقدم لها ليست بسبب كثرة المشاهدين او خاضعة لأي دراسات تسويقية بل من قبل الكيزان حتى يضربوا التلفزيون القومي الذي اصبح في وضع مؤلم ، وعندما تشاهد القناة تعطف عليه من البؤس والفقر ، لا تطوير ولا تحسين ولا تحديث. وبعد الثورة يجب أن تدمج هذه القنوات التي يقال عنها خاصة وهي تستلم ميزانياتها من الدولة ويتم تغيير اسمائها حتى تواكب المرحلة، ولأنها توظف الكثير من المواطنين الذين ليس لهم ذنب سوى أنهم التحقوا بهذه القنوات لأكل العيش.

كنان محمد الحسين

الراكوبة

Exit mobile version