١- ظاهرة غريبة مؤلمة يندر ان نجدها قد صادفت شخص ما في هذا الكون الواسع الرحيب، ولكنها صادفت وداد بابكر الزوجة الثانية للرئيس المخلوع، وجوهر هذه الظاهرة تتلخص في ان شهر ابريل – وتحديدآ هذا الشهر بالذات دون غيره من باقي الشهور الاخري ـ، هو شهر النكبات والمحن، وفيه وقعت احداث خطيرة غيرت حياة وداد الي الأسوأ.
٢- اولي المصائب التي نزلت علي وداد، كان في يوم الاربعاء ٤/ ابريل عام ٢٠٠١، عندما تلقت خبر مصرع زوجها العقيد/ ابراهيم شمس الدين، الذي لقي حتفه في حادث انفجار طائرة “الانتنوف” التي كان علي متنها ومعه (١٤) من كبار ضباط القوات المسلحة، وكانت الطائرة الروسية الصنع قد انحرافت عن المدرج لدى هبوطها في مطار “عدارييل” بغرب البلاد، واندفعت بقوة نحو مبني المطار واصطدمت بالجدار، وانفجرت الطائرة واشتعلت فيها النيران، بعض الذين كانوا بداخلها تفحمت أجسادهم وتاهت ملامحهم لدرجة انه استعصي علي العاملين في المطار معرفة اصحاب الجثث المتفحمة، وكان من بينها جثة ابراهيم شمس الدين.
٣- رغم مرور(١٩) عام علي مصرع العقيد/ ابراهيم شمس الدين، فمازال لغز مصرعه محل شكوك وتساؤلات وارتياب عند الكثيرين الذين باتوا غير مقتنعين بالاسباب التي صدرت من لجنة التحقيقات عن ظروف وملابسات الحادث، وان سوء الاحوال الجوية في المنطقة تسبب بسقوط الطائرة، ومنذ عام ٢٠٠١، ظلت الصحف المحلية والاجنبية والمواقع السودانية تؤكد ان سقوط الطائرة كان مدبر من قبل بعض الكبار في المؤتمر الوطني للتخلص من العقيد ابراهيم شمس الدين، الذي كان يطمح بشدة الوصول لمنصب النائب الاول لرئيس الجمهورية علي حساب علي عثمان محمد طه الذي كان وقتها النائب الاول. ومما زاد من خوف هؤلاء الكبار في حزب المؤتمر الوطني ان ابراهيم شمس الدين كان يجاهر علنآ بما يصبو اليها من رفعة ومكانة، وانه احق بمنصب نائب رئيس الجمهورية لان علي عثمان لم يكن له اي دور فعال في انقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٨.
٤- بالطبع، كل هذه الاخبار المحبطة لم تكن خافية عن وداد بابكر.
٥- ثاني المصائب نزلت علي وداد، يوم قام الفريق أول/ بن عوف وزيرا الدفاع باعتقال زوجها المشير/ عمر البشير في يوم الخميس ١١/ ابريل ٢٠١٩، ووضعه في الحجز الاجباري تحت حراسة عسكرية مشددة، في هذا اليوم الاسود من ابريل انتهت حياة الابهة والفخفخة، والنعم والرفاهية، وودعت وداد لقب السيدة الأولي في البلاد.
٦- في يوم الإثنين 15 أبريل 2019، نشرت صحيفة “ايلاف” خبر جاء تحت عنوان: (الغموض يحيط بمصير السيدة الأولى في السودان..أين اختفت وداد بابكر زوجة عمر البشير الثانية؟.).، وافاد الخبر:
(بعدما أسقطت ثورة 19 ديسمبر نظام حكم البشير، وجرى اعتقاله في “مكان آمن”، لا يزال الغموض يحيط بمصير زوجته الثانية وداد بابكر، التي كانت تتمتع بنفوذ كبير في البلاد، بحكم أنها السيدة الأولى أو “الهانم” كما يلقّبها السودانيون. ظلت وداد بابكر، زوجة الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، تتمتع بنفوذ واسع في البلاد، منذ زواجه منها في عام 2001. وتتهمها المعارضة السودانية بالفساد والاستبداد، لكنها لم تظهر على الساحة منذ اندلاع المظاهرات ضد نظام حكمه في 19 ديسمبر 2018، وتوارت عن الأنظار. وبعد سقوط النظام واعتقال البشير، أصبح الغموض يحيط بمصيرها. كشفت صحيفة “التيار” السودانية، الصادرة اليوم الاثنين، أن زوجة البشير، وداد بابكر، وشقيقه عبد الله البشير، تقدما بطلب إلى حكومة جنوب السودان، من أجل المغادرة منها إلى دبي في الإمارات العربية المتحدة. قالت الصحيفة إن الحكومة في جوبا رفضت منحهما إذنًا بالمغادرة، وطالبتهما بالعودة إلى الخرطوم، والسفر عبرها. وأشارت الصحيفة إلى أنّ وداد بابكر قد وصلت إلى جوبا قبل سقوط نظام البشير بيوم، بصحبة أبنائها، فيما وصل عبد الله البشير قبل السادس من أبريل للقاء بعض شركائه.وذكر سفير جمهورية جنوب السودان في الخرطوم، ميان دوت، للصحيفة السودانية، أن شقيق الرئيس المخلوع عبد الله البشير كان متواجدًا في جوبا منذ أيام، لكنّه وصل إلى الخرطوم، ونفى تواجد زوجة الرئيس المخلوع وداد في جوبا. فيما أكّدت مصادر للصحيفة تواجدها في جوبا، وأن هناك اتجاهًا لعودتها إلى الخرطوم.). – انتهي الخبر ـ.
٧- نشرت صحيفة “الراكوبة” في يوم ٥/ابريل الحالي ٢٠٢٠، خبر له علاقة بالمحن والبلاوي التي تصادف دائمآ وداد بابكر في شهر ابريل، وكان الخبر تحت عنوان:(إحالة ملف وداد بابكر للمحكمة الأسبوع المقبل.).، ومفاده:(أعلنت نيابة الثراء الحرام والمشبوه عن تكليف شهود لسماعهم في قضية زوجة الرئيس المخلوع “وداد بابكر”.وكشفت مصادر حسب صحيفة (الانتباهة) الصادرة اليوم الاثنين عن إكمال نيابة الثراء الحرام والمشبوه التحريات مع “وداد بابكر ” بنسبة (90%), ونبهت إلى أن التحريات تحت المادة (7) ثراء حرام ومشبوه حول أراضٍ تملكتها وأخرى مسجلة بأسماء أبنائها وأقربائها, فضلا عن التحري حول مزرعة بـ (السليت) تمتلكها زوجة المخلوع ومنظمة سند الخيرية . وتوقع المصدر إحالة ملف وداد بابكر للمحكمة في غضون الأسبوع المقبل وقال إن الإفادات والبينات التي تقدمت وصلت إلى نسبة (90%، وأضاف النيابة أعلنت تكليف حضور لشهود لسماع أقوالهم خلال الأسبوع الجاري .). – انتهي الخبر -. واسال، هل هي محض صدفة ام تدابير اقدار، ان إحالة ملف وداد بابكر للمحكمة ققد جاء في شهر ابريل؟!!، وانها ستقف في قفص المحكمة في هذا الشهر الحالي؟!!
٨- ما التهمة التي ستوجه إلى وداد؟!!
المصدر:- موقع “ايلاف” – الإثنين 15 أبريل 2019-
(أ)- تمتعت وداد بابكر، الزوجة الثانية للبشير، بنفوذ واسع خلال فترة حكمه، وتتهمها المعارضة السودانية بالفساد، وأنها تضع يديها على أراضٍ وأملاك شاسعة، إضافة إلى أرصدة تقدر بمئات الملايين من الدولارات في بنوك أجنبية، وأنها استمدت قوتها ونفوذها بصفتها السيدة السودانية الأولى .وفي 2014 كشف تقرير نشره مركز “جنوب كردفان” الإعلامي، أن وداد بابكر تمتلك ثروة طائلة تم وضعها في مصرف بريطاني ضمانًا للمستقبل”. نسب المركز إلى وداد قولها إن تلك “الأموال تعود إلى زوجها السابق”، لكنه يفنّد هذا الإدعاء بالقول إنها “كانت تسكن في أحد البيوت الحكومية القريبة من جهاز الأمن، وهو سكن متواضع للغاية”. أضاف المركز: “في الغالب زوجها لم يمكث معها طويلًا، فقد كان معظم وقته في مناطق العمليات العسكرية. فمن أين لوداد هذه الثروات المنقولة والمشاريع العقارية والمنتجعات السياحية؟”.
(ب)- مستشارون لتضخيم الأرصدة:
ويحمل السودانيون على وداد لقب “الهانم”، وقال المركز إن لديها مستشارين ماليين يعملون معها لزيادة أرصدتها المالية على مستوى الدول ذات الصبغة المصرفية، كما إنها تمتلك منتجعات وعقارات في الإمارات وماليزيا.
(ج)-
وتظل التهمة الأبرز التي تلاحق وداد بابكر، أنها حولت إلى حساب منظمتها ما يقدر بـ40 مليون دولار حصلت عليها من نساء القادة الأفارقة لدعم أطفال الأيدز في السودان، وهو أكثر من المبلغ الذي يحاكم به زوجها المعزول المتهم بحيازة مبالغ قيمتها (6.9 مليون يورو و351.770 دولار و5.7 مليون جنيه سوداني).
(د)-
ثروة ضخمة:
قالت مصادر عدلية لـ”العين الإخبارية” إن قوة تابعة للشرطة والنيابة اقتادت وداد بابكر من منزلها بضاحية كافوري إلى نيابة المال العام للتحقيق معها في اتهامات تتعلق بفساد في امتلاك أراضٍ سكنية وعقارات وحسابات بنكية”. وأشارت المصادر إلى أنه تم إيداع وداد بابكر سجن النساء بأم درمان، على ذمة بلاغات الثراء الحرام والمشبوه. كثرة التقارير حول جمع وداد بابكر ثروة ضخمة عن طريق استغلال النفوذ، أكسبها عداء واسعا في الشارع السوداني، وكان المحتجون يردون اسمها دون سيدات رموز النظام الإخواني البائد، ويهتفون ضدها بشعارات تحمل مضمون فسادها المالي وحبها للسلطة. وتعتبر وداد بابكر واحدة من أكثر عناصر النظام البائد إثارة للجدل، حيث بدا ذلك من قصة زواجها بالرئيس المعزول عمر البشير، إلى شبهات حول جمعها ثروة ضخمة ومنازل في أحياء راقية بالخرطوم عن طريق استغلال النفوذ.
٩- زوجات رؤساء مشاهير، انتهت عندهم حياة الرفاهية في شهر ابريل:
(أ)- انتحار “ايفا براون” زوجة ادلوف هتلر، في يوم ٣٠/ابريل ١٩٤٥.
(ب)- شنق ” كلارا بيتاتشي” عشيقة الرئيس الايطالي بينيتو موسوليني في ابريل ١٩٤٥.
(ج)- اعتقال “سيمون غباغبو، ناديانا بامبا”، زوجة رئيس دولة ساحل العاج، ابريل ٢٠١١.
(د)- لجوء جعفر النميري مع زوجته في القاهرة، ابريل ١٩٥٨.
(هـ)- لجوء عيدي امين رئيس اوغندا الي السعودية مع زوجته “سارة كيولابا أمين”. ابريل ١٩٧٩.
(و)- نهاية حكم صدام حسين عام ٢٠٠٣، وفرار اسرته من بغداد.
(ز)ـ في يوم ١٣/ابريل ١٩٧٥، اغتيل الرئيس فرنسوا تومبالباي، ولا احد يعرف اين اختفت زوجته؟!!
(ح)- ابريل ٢٠١٩، اعتقال الرئيس عمر البشير، ونهاية حياة الابهة التي عاشتها زوجته وداد.
بكري الصائغ
الراكوبة