دفع انتشار فيروس كورونا المستجد العالم إلى ركود اقتصادي هو الأسوأ منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، بحسب تقرير لصندوق النقد الدولي.
وقال التقرير الصادر اليوم الاثنين إن الضرر الاقتصادي يتصاعد في كل الدول، كما أن حالات الإصابة بالمرض ترتفع وهو ما دفع الحكومات لاتخاذ الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس.
وبحسب التقرير فإن الصين كانت الدولة الأولى التي تشهد القوة الكاملة للمرض بتأكيدها وجود أكثر من 60 ألف إصابة في منتصف فبراير الماضي، كما أن الدول الأوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا في مراحل حادة من انتشار الفيروس.
وبحسب التقرير فإن حالات الإصابة ارتفعت في أمريكا، بشكل ملحوظ، وفي أغلب الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية يظهر الفيروس في بدايته.
وقال التقرير إن إيطاليا كانت أول الدول الأوروبية التي ظهر بها حالات الإصابة بكورونا، مما دفع الحكومة لفرض حظر على المواطنين في 9 مارس، للسيطرة على انتشار الفيروس.
ونتيجة لهذه القرارات انخفض الذهاب للأماكن العامة هناك واستخدام الكهرباء بشكل دراماتيكي، خاصة في المناطق الشمالية من إيطاليا والتي سجلت معدلات إصابة عالية.
وبحسب التقرير فإن العواقب الاقتصادية جراء انتشار الفيروس بدأت تؤثر على أمريكا بشدة وسرعة شديدة، ففي آخر أسبوعين من مارس سجل نحو 10 ملايين شخص للحصول على منحة البطالة.
وقال التقرير إن هذه زيادة حادة وسريعة ولم تسجل من قبل، حتى خلال الأزمة الاقتصادية العالمية في 2009.
وذكر التقرير أن الاضطرابات التي سببها الفيروس بدأت تظهر على الأسواق الناشئة، بعدما أظهر مؤشر (PMIs) تراجعًا حادًا في نشاط التصنيع في العديد من الدول، ليعكس انخفاض الطلب الخارجي وزيادة التوقعات بانخفاض الطلب المحلي.
وحمل المؤشر إشارة إيجابية، حيث تشهد الصين زيادة متواضعة بعد تراجع حاد بدا في وقت مبكر من العام بعد انخفاض الطلب العالمي.
وانعكس التطور في النشاط الاقتصادي في الصين على بيانات القمر الصناعي بشأن انبعاثات غاز ثاني أكسيد النيتروجين في الصين.
وقال التقرير إن الانبعاثات تراجعت خلال شهري يناير وفبراير، خلال مرحلة الانتشار الحادة للوباء، لكن تراجع حالات الإصابة في الصين دفع الحكومة لتقليل الإجراءات الاحترازية.
وبحسب التقرير فإن تعافي الصين وإن كان محدودًا، يشجع ويشير إلى أن اتخاذ إجراءات يمكن أن ينجح في السيطرة على المرض، ويمهد الطريق إلى عودة النشاط الاقتصادي.
لكن الصندوق يعود ليقول إن هناك عدم يقين حول مستقبل عودة الفيروس وانتشاره في الصين والبلدان الأخرى.
وبحسب الصندوق يحتاج العالم إلى تنسيق الجهود والسياسة الاقتصادية والصحية، مشيرًا إلى أنه يتعاون مع شركاءه لتوفير الدعم السريع للبلدان التي تحتاج إلى مساعدة.
مصراوي