(1)
في جسد أي حكومة حرة ونزيهة وشريفة، مضغة، إذا صلحت صلح باقي الجسد، وإذا فسدت فسد الجسد، ألا وهي وزارة المالية، !!، ولاية وزارة المالية على المال العام، فيه صلاح الأمة، أيها الناس من أراد ان يفسد في السودان، بعد فساد المخلوع (شيخ الجماعة، ورب الصناعة، والمشمول بالسمع والطاعة)البشير، فعليه ان يستحي، فانه لن يستطيع الى ذلك سبيلا.
(2)
الفقر مع الديمقراطية كله خير، والغنى مع الديكتاتورية كله شر، والديمقراطية والشورى، كل مهموم بها، هو مهموم بخير، والديكاتورية، ورأي الفرد، كل مهموم بها، هو مهموم بشر.
(3)
السيدة الفتاكة كورونا، علمتنا الصدق مع النفس ومع الآخرين، فما عدنا نكذب على صاحب او صديق لنا، توفى او مات له أب او أم او قريب، وصرنا لا تتحاشى الطريق الذي يمر به، وماعدنا نهرب او (نزوغ) إذا رأيناه مقبلاً نحونا، وصرنا ننظر له في عيونه، ونقول له (نجيكم كيف ونشيل معاك الفاتحة كيف، مع كورونا دي؟) من فضائل الكورونا، انها جعلتنا ننسى ونتجاهل قولهم ميتة وخراب ديار، فماعاد (فراش البكا) يكلف مثلما كان يكلف سابقاً، وخير التعزية، التعزية بالتلفون، والبركة فيكم، وربنا يتقبل ميتكم، تجزي باذن الله، !!ولا نريد ان نشطح، ونقول يمكن ان تكون التعزية عبر الاسكايب، او الواتس اب، او الايمو او عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالمناسبة بعض الصالحين كانوا يرون في الصيوان والبرش وفراش العزاء نوعاً من المناحة، والحمد الله، الذي خلصنا من هذه المناحة.
(4)
يبدو لي انه ليس في السودان ألم او وجع، أقوى وافظع من ألم ووجع الكيزان!! فكل ماترونه اليوم، وكل ماسترونه مستقبلاً من سوء الاوضاع المعيشية، ومن الارهاب الاقتصادي، ومن غلاء وفوضى الاسعار، فانه نتيجة منطقية لتلك السياسات الخاطئة الناصبة التي جاء بها فطاحلة النظام البائد، وللذين يشكون من صعوبة الحياة وضنك العيش ويرغبون في حياة سهلة وناعمة ومريحة، ننصحهم بأن يتركوا لنا (حرية سلام عدالة) ويخرجوا الى الشارع، ويطالبوا بعودة (الكيزان)والنظام البائد، فما رأيت أحداً يحن ويشتاق الى ايام النظام البائد، والى عهد الديكتاتورية، ويفضلها على الديمقراطية، إلا علمت ان فيه عرق من العبودية، دائم الشوق والحنين اليها، وبمفهومنا البسيط، (الكلب بريد خناقو) بالمناسبة رأيت جدي مساهراً، فقلت له : ألا تنام ياجدي؟قال:أعاجيب الكيزان حرمتني النوم، فهؤلاء هم مثل الذين قال الله فيهم (يهلكون الحرث) فما حرق بعض من محصول القمح، إلا بعض من قبيح أعمالهم، التي لم تخطر حتى ببال الشيطان.
(5)
إنحسار او إنتشار جائحة كورونا بايدنا، فاذا إتبعنا الارشادات الصحية التي مافترت وزارة الصحة الاتحادية وباقي اخواتها في الولايات، تبثها وتنشرها على مدار الساعة، بمساعدة كثير من وسائل الاعلام القديمة والحديثة، ولكن إذا تجاهلنا تلك الارشادات، ورفعنا شعار حكاية (اننا الشعب الراكب رأس) فان إنتشارها سيكون بايدينا، وبعدها، لن تنفع التبريرات ورمي اللوم على الآخرين، ولن ينفع أن يصيح الصائح، لو كنا نعقل او نعلم ماكنا في أصحاب الكورونا.
طه مدثر
الجريدة