إن مسيرات السبت لن تختلف عن غيرها من أيام الاحتجاجات، بالرغم باعترافنا بالترتيب عالي المستوى الذي تقوده المعارضة لكنهم، سيتجمعون ويهتفون ويتم التصوير ويتفرقون بإطلاق قنابل الغاز ورفض التعليق على الدور المحتمل للقوات المسلحة في التعامل مع هذا الحشد قائلا: (لا أدري كيف يتجاهلون أن المشير البشير هو القائد الأعلى للجيش ) كان هذا حديث لأحد قيادات المؤتمر الوطني في افادته للزميلة مزدلفة محمد عثمان عندما سألته لصالح موقع الجزيرة نت،عن مسيرة 6 أبريل وفضل الرجل حجب اسمه وحسنا فعل حتى لايكتب اسمه في التاريخ خذلانا وخيبة وتضحك الأيام على (خزعبلاته)، والرجل كانه يستشعر ويتوقع أن موكب السبت الأخضر 6 أبريل بتوقيت الثورة هو الموكب الذي سيكون مثابة أول مسمار في نعش حكهم الاسود، الذي جلب للوطن الفقر والحروب وفتح أبواب الفساد، هذا التاريخ الذي يصادف اليوم، هو ذكرى تعيسة على الفلول، تمر عليهم اليوم لتذكرهم أن نسوا أو تناسوا، أو حاولوا بوهمٍ أن يعيدوا الأحلام ولو في منامهم بالعودة لتذكرهم كيف أن التاريخ (شطبهم ) من الوجود بعد عهد من الظلم حالك السواد، أدخلوا البلاد في غياهب الجُب، وكيف قُدً قميص الوطن من دبر في عهدهم فكذبوا وكانوا أبطال الثورة من الصادقين.
6 أبريل بتوقيت الثورة، عندما نهض جيل جديد ليمزق من صفحات التاريخ أسوأ تاريخ عمره ثلاثين عاما، كتبت حروفه بدم الأبرياء وشيدت قصوره من مال الشعب، أشعل نار الفتنة والعنصرية، وقسم الوطن، وكرس لسياسية العنف والتفرقة نهب أموال البنوك واكل مال السحت وتعدى على مال الزكاة واليتامى، أفسد الاخلاق ودمر القيم، وعمل على تربية (كائنات ) أنانية لاهم لها ولا مصلحة إلا في حدود ذاتها، خلق على سطح الأرض أجسام غريبة لاهدف لها سوى الخراب والدمار و(نفخ ) بالونات جوفاء تضخمت غباء واهمت نفسها انها تبلغ من العلم والفطنة مكانة، أشاع ثقافة الرشوة وشراء الذمم وحلل بيع الضمائر، وبرر خيانة الأمانة والتعدي على المال العام.
6 أبريل يوم الشرفاء النزهاء الكرماء الذين ماشبعت بطونهم من مال حرام، ول ادرسوا في الجامعات بمال الشعب، ولا امتطوا فارهات السيارات في ميادين السباق، ولا عرفوا السفر إلى الخارج لقضاء العطل الصيفية على حساب الشعب، كانوا من الكادحين الذين تربوا على (لقمة حلال) لذلك لم يعرف الخوف طريقهم فالتربية الحلال هي أول الموانع التي تتصدى لتفشي ظاهرة الجبن بين الرجال، خرجوا يعقدون العزم لسودان بلا بشير وبلا نافع وبلا علي عثمان، فغياب هؤلاء من المشهد و(قبرهم) يعني الكثير فتلقائيا تتلاشى معهم ظواهر القهر والكيد والمعاناة ، لذلك رفعت في وجوهم شعارات الحرية والسلام والعدالة لانهم كانوا رمز الدكتاتورية والحرب والظلم
يمر هذا اليوم والشوارع تعاني وعكتها الصحية، والبلاد تمر بظروف طارئة خارجه عن إرادة الشعب ولولا هذا كله، لعاشت الخرطوم أجمل لحظاتها ولخلدت أعظم ذكرى مرت على تاريخ البلاد، لهتف الناس من جديد ولزغردت كنداكة السودان ولهتف الجميع باسم الوطن، الوطن الجديد الذي مهما تكالبت عليه الأعداء سيتجاوز محنته وازمته ويحلق عاليا رغم كيد (المفلسين) الذين تتجدد عليهم الصدمات يوما بعد يوم، كل تقدم الوطن خطوة في طريق السلام والتنمية وكأنهم غرباء عنه لايعرفون معنى الوطنية والإنتماء.
6 أبريل حنينيهوا البنحلم بيهو يوماتي وطن حدادي مدادي وطن عاتي، فالرحمة والمغفرة لشهداء الثورة السودانية الذين ضحوا من أجل أن نعيش نحن هذا اليوم حاضرا، وتعيشه أجيالا قادمة مستقبلا بلا ألم وبلا وجع وبلا فقر وبلا كيزان !!!
طيف أخير :
خليك بالبيت
صباح محمد الحسن
الجريدة